أشار المبعوث الأممي للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، إلى نيته التنحي عن منصبه خلال ستة أشهر، مما يرجح إعلان فشل جهوده في الوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، في وقت يقترب فيه النزاع على المنطقة من عامه الخمسين.
وقد تحدث دي ميستورا، الدبلوماسي الإيطالي، إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلف أبواب مغلقة يوم الأربعاء، حيث استعرض عمله الأخير.
ومن المتوقع أن يعود دي ميستورا إلى نيويورك في شهر أبريل عندما يراجع مجلس الأمن النزاع مرة أخرى، حيث من المرتقب ليس فقط أن يقدم استقالته، بل ليطلب “إنهاء مهمة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية” والتي مضى عليها 33 عامًا.
وقال دي ميستورا، وفقًا لنص مسرب لتدخله لدى مجلس الأمن، نشرته صحيفة “إل كونفيدينسيال” الإسبانية: “إذا لم أقم بتقدم كبير وأقدم توضيحات بحلول أبريل 2025، فأخشى أنه يجب طرح تساؤلات حول مستقبل طرق تسهيل الأمم المتحدة للعملية السياسية في الصحراء الغربية”، على حد تعبير النص.
وكشف المبعوث الأممي أنه كان يستكشف حلين محتملين، الأول يتضمن “تقسيم الإقليم”، كما اقترحه قبل أكثر من 20 عامًا المبعوث السابق جيمس بيكر.
وأوضح دي ميستورا أن هذه الخطة ستؤدي إلى إنشاء “دولة مستقلة” في الثلث الجنوبي من الإقليم، بينما سيتم دمج “الباقي في المغرب”، مشيرًا إلى أن هذا الخيار “يجمع بين المطالب المتعلقة بالاستقلال ومخطط الحكم الذاتي”.
أما الخيار الآخر الذي طرحه، حسب الصحيفة الإسبانية، فكان مخطط الحكم الذاتي المغربي، الذي أقر دي ميستورا بأنه يكتسب زخمًا بين بعض الجهات الدولية.
ومع ذلك، أكد على ضرورة أن يقدم المغرب المزيد من التفاصيل حول اقتراحه لعام 2007، الذي ظل دون تغيير منذ عرضه الأولي.
وأضاف دي ميستورا أنه من حق مجلس الأمن والدول الداعمة للمبادرة أن يعرفوا بالضبط ما يتم تقديمه، وفق المصدر الإعلامي الإسباني.
وتوحي تعليقات دي ميستورا، حسب النص، بأن كبار داعمي مخطط الحكم الذاتي المغربي، مثل إسبانيا وفرنسا، قد لا يفهمون محتوياته بالكامل، ما يشير إلى أن دعمهم قد يكون سياسياً أكثر منه قائمًا على تفاصيل المخطط.
كما أشار المبعوث الأممي إلى نماذج ناجحة للحكم الذاتي، مستشهداً بأسكتلندا، وغرينلاند، وجنوب تيرول (ألتو أديجي) الإيطالية.
ومع ذلك، ووفق النص المنشور في “إل كونفيدينسيال”، جادل بأن الحكم الذاتي الذي تتمتع به جنوب تيرول أوسع بكثير مما عرضه المغرب للصحراء.
وقد رفض المغرب بشكل مستمر أي حل خارج إطار مبادرته للحكم الذاتي، التي حصلت على دعم دولي كبير في السنوات الأخيرة.
وتؤكد المملكة أن مخطط الحكم الذاتي هو الأساس الوحيد للوصول إلى حل نهائي للنزاع في إطار السيادة المغربية.
ومع اقتراب النزاع من ذكراه الخمسين، حذر دي ميستورا أنه إذا لم يتم إحراز تقدم في الأشهر الستة المقبلة، فسيكون من المشروع التساؤل عن استمرار مشاركة الأمم المتحدة في العملية.
وقد أُنشئت بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو) عام 1991، حيث اقتصر دورها على مراقبة وقف إطلاق النار بعد أن اعترض المغرب على الاستفتاء.
تعليقات( 0 )