رغم الجفاف.. زراعة التوت الأحمر تنعش الصادرات المغربية وتخلق فرص الشغل

على الرغم من تحديات توالي سنوات الجفاف التي تواجه المملكة، إلا أن زراعة التوت الأحمر استطاعت في ظرف وجيز أن تحقق نجاحا كبيرا في المغرب، حيث ساهمت بشكل قوي في إنعاش الصادرات الزراعية وتوفير فرص شغل كبيرة.

وكشف موقع “Horti Daily” المتخصص في أخبار السوق الغذائي العالمي، في تقرير نشره يوم أمس الخميس، أن قطاع التوت الأحمر، بفضل استثماراته الضخمة وتكيفه مع الظروف المناخية القاسية، قد تمكن بالفعل من تحقيق إنجاز كبير على الصعيد الدولي، جاعلا المغرب وجهة أساسية مصدرة لهذه الفاكهة إلى السوق العالمية.

وذكر المصدر ذاته أن زراعة التوت الأحمر في المغرب تتركز بشكل أساسي في ثلاث مناطق رئيسية، ويتعلق الأمر بالشمال الغربي، وتحديدا منطقة الرباط – القنيطرة، والشمال في طنجة – تطوان – الحسيمة، إضافة إلى منطقة سوس ماسة في الجنوب.

وأورد الموقع تصريح محمد عموري، رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية للفواكه الحمراء، على هامش مشاركته في الندوة الدولية الثالثة والثلاثين للتوت بطنجة، والذي قدم فيه رؤى حول تطور القطاع والصعوبات التي يواجهها، لا سيما في ظل الجفاف.

وفي هذا الصدد، أبرز رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية للفواكه الحمراء، أن الإحصائيات تشير إلى أن المغرب قد تمكن خلال الأشهر الأولى من عام 2024 من تصدير أكثر من 66 ألف طن من التوت وأنواع أخرى من الفواكه الحمراء إلى الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن هذا القطاع الواعد قد جذب استثمارات ضخمة تجاوزت 6 آلاف مليار درهم، ووفر حوالي آلاف فرص العمل، ما جعله ركيزة أساسية للاقتصاد الزراعي المغربي.

وعلى الرغم من نتائجه الإيجابية، إلا أن قطاع التوت الأحمر يواجه تحديات كبيرة، أبرزها الجفاف الذي استمر لأكثر من عقد في بعض المناطق، والذي فرض التوجه نحو زراعة محاصيل تتطلب كميات أقل من المياه وتحقق أرباح أكبر، مثل التوت الأزرق والتوت العليق.

ولفت المتحدث ذاته خلال الندوة، إلى أن المساحات المزروعة بالتوت العليق بلغت 4,000 هكتار، فيما زادت المساحات المزروعة بالتوت الأزرق إلى 5,000 هكتار، وعلى النقيض من ذلك، شهدت زراعة الفراولة تراجعا ملحوظا، حيث تقلصت مساحاتها المزروعة من 3,500 هكتار إلى 2,500 هكتار.

وواصل المصدر ذاته أن منطقة أكادير تعد من المناطق الرئيسية في زراعة التوت الأحمر، حيث تستفيد من الظروف الضوئية المواتية لبدء الإنتاج المبكر، في حين تبدأ منطقة القنيطرة الإنتاج في منتصف فبراير، ومع ذلك، تأثرت أكادير بالجفاف، مما هدد تفوقها رغم اعتمادها على مشاريع تحلية المياه في الري.

وخلص الموقع إلى الإشارة إلى أن المغرب يسعى إلى تنويع أسواق صادراته، حيث يعمل على فتح أسواق جديدة في الشرق الأوسط والصين، مبرزا أن المزارعين يأملون عودة الأمطار لتعزيز إنتاجهم وتجاوز تحديات الجفاف.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)