رمضان المهجر.. سأصبح مهندسا ووالدتي لم تغفر لي حادث الحقيبة

يعتبر التعليم واحدا من أهم المجالات التي تشكل ركيزة أساسية في حياة الشباب، واختيار التحصيل العلمي خارج حدود الوطن إحدى أهم محطاته الصعبة. الطلاب المغاربة من أكثر الشباب المقبلين عى هذا الرهان، وعددهم تجاوز 60ألف طالب خلال العام الماضي حسب الإحصاءات الأخيرة، معظمهم اختار القارة الأوروبية لقربها من المغرب وهو ما يبعث بعض الاطمئنان في نفوس الأهالي وخاصة في المناسبات الدينية، وبما أن المناسبة شرط، مع غرة شهر رمضان الكريم انتقلنا إلى الديار الألمانية لننقل لكم كيف يقضي الطلاب المغاربة أيامه الفضيلة. في هذا الحوار، سنقف على تجربة شاب مغربي يعيش غرب ألمانيا، سنتعرف على التحديات التي فرضتها ظروف عيشه بعيدا عن أهله ووطنه، وكيف حاول الحفاظ على هويته الثقافية المغربية الإسلامية وتحقيق أحلامه الأكاديمية،
رضوان كشف في هذا اللقاء عن رحلته القاسية منذ ترك وطنه، ليلتحق بالجامعة في سن مبكرة، وكيف ركز على أهدافه العلمية، وطوع مهاراته في فن العيش.

بداية رضوان عرفنا بنفسك
اسمي رضوان، طالب جامعي، من مدينة القنيطرة، مقيم بالديار الألمانية وأدرس بالجامعة الراينية الفستفالية العليا بمدينة “آخن”، قسم الهندسة الميكانيكية، ثاني إخوتي الأربع، والدي رجل تعليم ووالدتي مولدة.

كيف جاءت فكرة الدراسة بألمانيا
الفكرة في الأصل كانت حلما بمستقبل حددته بمهنة الهندسة، لم أكن متميزا في بداية مشواري الدراسي، لكن رغبتي في أن أصبح مهندسا دفعتني للتفوق والانكباب على دروسي بجد واجتهاد، وكان لي ما أردته الحمد لله، درست اللغة وتفوقت على دفعتي، وبالنسبة لاختيار الجامعة كان باستشارة مع أحد أقاربي الذي يشتغل كإطار جامعي، وهو من أقنع والدي بالسفر لولوج هذه الجامعة المصنفة أوروبيا نظرا لسمعتها الأكاديمية في أوروبا والعالم، أنا محظوظ جدا بقبولي فيها.

كيف تقضي شهر رمضان في الديار الألمانية
لا أخفيكم رمضان بلا عائلة أحسه شهرا كباقي الشهور، أنا بطبعي لا تهمني المائدة بقدر ما أهتم بالأجواء المصاحبة للشهر الفضيل، مباريات كرة القدم في الشاطئ، وانتظار ساعة الغروب، وسماع آذان المؤذن يصدح في الأرجاء، الجو الروحاني لصلاة التراويح جماعة في المساجد، جلسات الأصدقاء والسمر معهم إلى وقت السحور، كلها ذكريات أفتقدها هنا بألمانيا.

هل تحرصون على تبادل الزيارات فيما بينكم  كطلبة خلال رمضان
نادرا ما أقوم بذلك، بحكم الدراسة وتوقيت رمضان يصعب علينا السهر أو حتى آداء التراويح في المسجد ما عدا عطلة نهاية الأسبوع، من حسن حظي أنني أتواجد في مدينة تقطنها جالية مسلمة مهمة، حيث أشتري بعض المؤكولات العربية أحيانا، وأفطر بمطاعم مغربية ومشرقية أحيانا أخرى، لكن في غالبية الأيام تقتصر مائدتي على فطور بسيط تمر وقهوة وخبز وجبن، كما قلت لكم الأكل لا يهم بقدر فقد الأجواء الذي يحزنني.

ماهي أهم ذكرياتك الطريفة في شهر رمضان بألمانيا
ذكرياتي مؤلمة وليست طريفة، أنا شخص لم يتعلم في منزل عائلته كيف يطبخ بيضة أو يغسل ثيابه ويهتم بترتيبها، عندما جئت إلى هنا وجدت نفسي أمام امتحان صعب، مهمة الأشغال المنزلية متعبة، مسؤوليات متعددة، تعتمد على نفسك في كل شيء إنه أمر لا يطاق بالنسبة لي، أذكر في إحدى المرات عندما كنت أهم بالسفر إلى المغرب في الشهر الفضيل، كما تعرفون هنا توجد غسالات مشتركة في السكن الطلابي، وهي خدمة مؤدى عنها، وتفاديا لخسارة المزيد من المال غسلت الملابس ولم أجففها بما يكفي ثم وضعتها في حقيبة السفر، وعندما وصلت إلى المغرب وجدت الحقيبة مبتلة بكاملها، وبمجرد أن رأتها والدتي التي جاءت لتصطحبني من المطار ذهلت وعاتبتني وهي تقول “اش هاد الحالة جايب الحوايج تيقطروا ” ومن تم صار الحادث نكتة تشاكسني بها أمي إلى اليوم.

مقالات ذات صلة

طيران منخفض التكلفة يطلق رحلات جوية تربط وجهات جديدة بين المغرب وفرنسا

نسيم حداد يخوض جولة فنية جديدة للقاء الجالية المغربية في فرنسا

السفيرة سميرة سيطايل تزور الرواق المغربي بالقرية الفرنكفونية بباريس

شركتان بريطانيتان تطلقان أولى رحلاتهما المباشرة من المملكة المتحدة إلى المغرب

المنتخب الفرنسي يستدعي موهبة مغربية لصفوفه والجامعة تراجع وضعيته

لقاء يجمع يهودا ومغاربة في هولندا لتعزيز قيم التعايش

لمغاربة الداخل والخارج.. فتح باب الترشح لجائزة المغرب للكتاب لعام 2024

الحكومة: لا إصابات في صفوف الجالية المغربية بلبنان و شكلنا خلية أزمة ببيروت

الحكومة: لا إصابات في صفوف الجالية المغربية بلبنان و شكلنا خلية أزمة ببيروت

حقوقيون يناشدون الحكومة والبرلمان بالتدخل العاجل لترحيل المغاربة العالقين في لبنان

تعليقات( 0 )