شكل موسم رمضان الماضي، فرصة مهمة تألقت فيها مجموعة من الأعمال الدرامية الرمضانية، وخرجت فيها إلى الوجود مواهب فنية جديدة، كما أنتجت فيها شارات موسيقية احتفت في قالب موسيقي بقصص مختلفة، قد تفرقها الأحداث والمكان والزمان لكن يجمعها واقع واحد وبلد مشترك.
“شكون كان يقول” شارة مسلسل “بين لقصور”:
تمكنت شارة مسلسل “بين لقصور” التي تحمل عنوان “شكون كان يقول” من أن تحظى بشهرة واسعة في العالم العربي، على غرار النجاح الكبير الذي حصده هذا المسلسل، والذي نال إشادة المشاهد المغربي، لكونه واحدا من المسلسلات المغربية العائلية التي تستحضر عمق الثقافة الشعبية للأسر البسيطة.
ويفسر نجاح جنيريك مسلسل “بين لقصور” بالمقتطفات المشوقة التي جاءت في الإعلان التشويقي للمسلسل قبل رمضان، والتي كانت مرفوقة بأغنية تتماشى والخط العام للقصة وتفاصيلها، والتي أدتها الفنانة اليمينة بلقيس فتحي، إذ حققت نسب مشاهدات عالية فاقت 734 ألف مشاهدة، وهي من كلمات وألحان يونس آدم، وتوزيع حمزة الغازي، وإخراج هشام الجباري.
ويروي مسلسل “بين لقصور” قصة سكينة، امرأة تجد نفسها مُجبَرة على العودة إلى مسقط رأسها، وبالضبط في حي “بين لقصور”، بعد غياب طويل لأزيد من عشرين سنة، حيث تُواجه ذكريات من الماضي الأليم، وتُصارع لتحقيق أحلامها المجهضة، وإعادة كتابة صفحات جديدة من حاضرها وذلك على الرغم من ظروف حياتها القاسية.
ويعرف مسلسل “بين القصور”، مشاركة ثلة من نجوم الشاشة المغربية، ويتعلق الأمر بكل من هدى الريحاني، محمد خيي، عزيز الحطاب، أكرم سهيل، فرح الفاسي، والسعدية لديب، سعد موفق ثم حليمة بحراوي ماريا للواز، ندى هداوي، سناء علوي وغيرهم.
جنريك مسلسل “جنين” “وا يا راسي”:
وبدوره، استطاع جنيريك مسلسل “جنين” أن يشكل حلقة من حلقات تميز هذا العمل الدرامي، الذي نال في شهر رمضان استحسان فئة عريضة من الجمهور المغربي، خاصة وأن طاقم مسلسل “جنين”، قد استعان بالفنانة المغربية زينب أسامة من أجل أداء شارته الموسيقية، لتكون بذلك تجربتها الأولى في تقديم شارات المسلسلات، واشتغلت زينب في هذا العمل إلى جانب خالد سلام وأشرف، الذين أشرفوا على كتابة كلمات الأغنية وتلحينها، فيما قام بتوزيعها محمد الفتوح، وتم تسجيلها باستوديو “سيستيم ريكوردينغ”، أما مهمة المكساج والماستورينغ فكانت تحت إشراف محمد أحناش.
وتدور قصة جنين في فضاء شديد الخصوصية، وبالضبط من سوق للخردة، حيث ينقل ادريس الروخ للمشاهد المغربي قصة “جنين”، الذي يجسده الفنان يسار المغاري، وهي عبارة عن قصة بوجهين، فمن جهة تعري عن شوائب لطالما كانت لصيقة بالمجتمع، ومن جهة أخرى فيها دعوة لكل من يظن بأنه فقد بوصلته في الطريق، ليقول له دائما هناك بصيص أمل.
“وجوهي” جنريك مسلسل “جوج وجوه”:
وفيما يتعلق بأغنية “وجوهي”، شارة مسلسل “جوج وجوه”، فبدورها شكلت عنصرا من عناصر التميز في هذه السلسلة، إذ ترجمت وبحق القصة الرئيسية للمسلسل، التي تعري على واقع يحمل فيه الأفراد وجهين، واحد ظاهر للعيان وآخر يتم إخفاؤه بعناية، وقد كان هذا الجنريك نقطة عودة، استأنف فيها الفنان خليل كنيش من جديد غناء شارات المسلسلات الدرامية.
وتدور أحداث مسلسل “جوج وجوه”، الذي عرض في شهر رمضان، في قالب درامي يصور تفاصيل من الحياة اليومية في الشارع المغربي وخاصة في الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، حيث يسلط الضوء بشكل أساسي على ظاهرة التسول والتفكك الأسري في حبكة درامية تقرب المشاهد المغربي من الصراع الطبقي والتحديات التي تعرقل وصول الشباب إلى طموحاتهمم.
ويشارك في هذا العمل، الذي أشرف على إخراجه مراد الخوضي، ثلة من الممثلين، ويتعلق الأمر بكل من دنيا بوطازوت، عزيز داداس وعبد الله ديدان ثم ماجدولين الإدريسي ونادية آيت، طارق البخاري، وسحر الصديقي وكذا مغني الراب وينزا، خليل مخلص وغيرهم.
جنريك مسلسل “بنات الحديد”:
وخاض محمد عاطف، خريج برنامج “ستار لايت” لاكتشاف المواهب الغنائية المغربية، أولى تجاربه في غناء شارات المسلسلات مع مسلسل “بنات الحديد”، الذي استطاع إلى جانب مجموعة من الأعمال الأخرى أن يخلق التميز، ويكون نقطة ضوء في البرمجة الرمضانية لهذه السنة، حيث اجتمعت فيه العناصر القصصية بكلمات وألحان تحترم الطابع الدرامي للمسلسل، المليء بلحظات القوة والانكسار لشخصياته الرئيسية.
وتدور أحداث مسلسل “بنات الحديد”، في قالب اجتماعي درامي، يجسد شخصية “فاطمة” وهي سيدة فقيرة لكنها قوية وتمتلك عزيمة تساعدها على تجاوز المصاعب والتحديات، حيث تعمل في مهنة والدها لبيع لوازم السيارات، وهناك تتعرف على رجل ثري وعلاقتها به تدخلها في الكثير من المشاكل.
ويشارك في هذا المسلسل، الذي قامت بكتابة السيناريو الخاص به فاتن اليوسفي، وإخراجه علاء أكعبون، مجموعة من نجوم الشاشة المغربية، من قبيل: أمين الناجي، عبد الإله عاجل، جميلة الهوني، سلوى زرهان، ابتسام العروسي وآخرين.
“دار الحمام” جنريك”دار النسا”:
وفي الوقت الذي جذب فيه مسلسل “دار النسا” الجمهور المغربي بقصته الواقعية التي تنهل من واقع لطالما بقي حبيسا، حققت أغنية “دار الحمام” أرقاما قياسية بوأتها الطندونس المغربي بعد أول أسبوع من طرحها، حيث بلغت الآن ما مجموعه 686 ألف مشاهدة على منصة اليوتيوب، ويرجع نجاح جنريك سلسلة “دار النسا” لطابعها الهادئ وكلماتها المفعمة بالأحاسيس التي تخالج شخصيات المسلسل، إضافة إلى اختيار الفنان الشاب طه النوري لأدائها، لا سيما وأنه يتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة تعشق أغانيه الشبابية التي توظف الموروث الغنائي المغربي.
وتروي أحداث مسلسل “دار نسا” لمخرجته سامية أقريو، قصة الأرملة “أمينة” التي تعيش مع أبنائها الثلاثة ووالدتها، وصديقتها في منزل شعبي بإحدى شوارع مدينة طنجة، وخلف حياتها التي تبدو من الخارج سعيدة، تخفي أمينة سرا غامضا من الماضي تعيد الأقدار فتحه من جديد، لتكشف عن قصة قتل البطلة لزوجها السابق بسبب اعتدائه الجنسي على ابنة أمينة من زوجها الأول.
وقد أشرف على كتابة سيناريو هذا العمل الدرامي، الذي عرض على القناة الأولى خلال شهر رمضان، كل من سامية أقريو، نورة الصقلي، وجواد لحلو، وتؤدي دور البطولة المشتركة في هذا المسلسل كل من نورا الصقلي، فاطمة الزهراء قنبوع، إبتسام العروسي، مريم الزعيمي، ربيع الصقلي، ياسين أحجام، سعد موفق، وأمين الناجي، والمهدي فولان وغيرهم.
تعليقات( 0 )