أصدرت الكاتبة المغربية فضيلة الوزاني التهامي، رواية جديدة اختارت لها عنوان “باب إفريقيا (تقاييد البلنسي)”، الصادرة عن منشورات باب الحكمة، ويمزج هذا العمل بين الذاكرة الفردية والتاريخ الجماعي، كما يعيد طرح سؤال الاستعمار من زاوية نسائية خالصة.
وتجري أحداث رواية “باب إفريقيا” في محطتين رئيسيتين من تاريخ المغرب، حيث تعود الأولى إلى احتلال تطوان سنة 1912 من طرف الاستعمار الإسباني، بينما تعود الثانية إلى منتصف القرن التاسع عشر خلال حرب تطوان، المعروفة عند الإسبان بـ”الحرب الإفريقية”، مسلطة بذلك الضوء على السياق الاجتماعي والسياسي الذي رافق فترتي الحرب والاستعمار.
وتروي هذه الرواية، المبنية على صوتين نسائيين، وهما؛ الأم عائشة الأندروسي، وابنتها راوية موتريل، المنحدرتين من سلالة الفقيه البلنسي، والذي تشكل مذكراته مرجعية هذا العمل الروائي، ذاكرة مدينة تكتنز سيلا من المشاعر المتضاربة.
وتطبع الرواية مقاربة خاصة تدمج بين السرد الذاتي والحكي الجماعي، حاملة في طياتها ملامح الألم الذي خلفته الحروب في النفوس والبيوت، وليس فقط في أرشيفات الدول، حيث تنطلق الأحداث من معاناة فردية لعائلة تطوانية، لتتسع نحو توصيف الواقع العام للمدينة، مقدمة بذلك مشاهد درامية توثق للهجرة القسرية للسكان، وحالات الهلع التي رافقت اجتياح المدينة، وكذا ردود الفعل الإنسانية إزاء قصف المدافع والدمار.
ولا يؤدي التاريخ في رواية “باب إفريقيا”، وظيفة الخلفية الصامتة، بل يشكل شخصية حية وفاعلة، تفرض نفسها على الشخصيات، كما أن هذا العمل الأدبي يسائل التاريخ الرسمي ويفسح المجال لما تطلق عليه الكاتبة “الروايات الصغيرة”، وكذا إعادة الاعتبار لدور المرأة المغربية في فترة الاحتلال، لا باعتبارها مجرد مرافقة للرجل، بل كامرأة صامدة، شاهدة، وناقلة لذاكرة بلد بأكمله.
وتجدر الإشارة إلى أن رواية “باب إفريقيا (تقاييد البلنسي)”، لصاحبتها فضيلة الوزاني التهامي، تأتي بعد النجاح الذي حققته رواية “قمر فاس”، التي حصدت الجائزة الأولى لشبكة القراء الشباب بالمغرب سنة 2021.