قررت السلطات الفرنسية سحب وسام “جوقة الشرف”، وهو أرفع وسام رسمي في البلاد، من الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، بعد إدانته بالسجن لمدة عام نافذ في قضية فساد، وذلك بموجب مرسوم رسمي نُشر الأحد، ليشكل سابقة في تاريخ الجمهورية الفرنسية.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أصبح ساركوزي بموجب هذا القرار، ثاني رئيس فرنسي يُجرد من هذا الوسام بعد المارشال فيليب بيتان، الذي سُحب منه الوسام عام 1945 على إثر إدانته بالخيانة العظمى والتعاون مع الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية.
وتعود تفاصيل إدانة ساركوزي إلى ما يعرف إعلاميا بـ”قضية التنصت”، التي تورط فيها عام 2014، حين اتُهم بعقد صفقة فساد مع قاضٍ في محكمة النقض الفرنسية مقابل تسريبات حول مسار قضية أخرى كان يلاحق فيها، مقابل وعد بتعيينه في منصب مرموق بإمارة موناكو.
وكان القضاء قد حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، بينها سنة واحدة نافذة تحت المراقبة، مع فرض ارتداء سوار إلكتروني، وهو ما بدأ تنفيذه في فبراير الماضي، غير أن السلطات القضائية وافقت لاحقا على طلبه الإفراج المشروط نظرا لتقدمه في السن، حيث تمت إزالة السوار في منتصف ماي.
وجاء قرار سحب الوسام بعد أن أصبحت الإدانة نهائية، إثر رفض محكمة النقض طلب استئناف تقدم به الرئيس السابق في دجنبر الماضي، وينص القانون الفرنسي على سحب الوسام تلقائيا من أي شخص يُدان بجريمة أو يُحكم عليه بالسجن لمدة سنة أو أكثر.
ورغم إصراره على براءته، تقدم ساركوزي بطعن جديد أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في محاولة لنقض الحكم الصادر ضده.
ولم تتوقف متاعب الرئيس الأسبق عند هذا الحد، إذ يُلاحق أيضا في قضايا أخرى، أبرزها الاشتباه في تلقيه تمويلا غير مشروع من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لدعم حملته الانتخابية عام 2007، ومن المرتقب أن تصدر المحكمة حكمها في هذه القضية مع نهاية شتنبر المقبل، بعد جلسات محاكمة انطلقت مطلع 2025.