كشف المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية، محمد شقير، عن تصاعد التوتر بين الجزائر وروسيا، على خلفية التواجد المتزايد لقوات “فاغنر” الروسية في منطقة الساحل، خاصة داخل التراب المالي، وذلك في سياق سعي موسكو إلى “ملء الفراغ الجيوستراتيجي الذي خلفه الانسحاب العسكري لفرنسا من دول الساحل”.
وأوضح المتحدث في تصريح خص به موقع “سفيركم” الإلكتروني، أن التخوف الجزائري من تزايد النفوذ الروسي بمنطقة الساحل، ارتبط مباشرة بما وصفه بـ”تواجد قوات فاغنر ضمن القوات المالية التي تلاحق تنسيقية الأزواد وباقي التنظيمات المتطرفة التي تتحرك في هذه المنطقة”.
وفسر المحلل السياسي توتر العلاقة بين روسيا والجزائر، بالكمين الذي نصبته هذه الأخيرة لقوات “فاغنر” على حدودها، والذي أسفر عن مقتل عدد من عناصرها، قائلا: “أدى الكمين العسكري الذي نصب لقوات فاغنر على الحدود الجزائرية إلى مقتل عدد من هذه القوات، ما تسبب في توتر بين الجزائر وحليفتها روسيا”.
وأكد شقير أن مظاهر هذا التوتر لم تبقى حبيسة الكتمان، بل انعكست في أمرين، أولهما؛ الخرجات الروسية بالمحافل الدولية، وثانيهما؛ عدم مساندة روسيا طلب انضمام الجزائر إلى “البريكس”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن السلطات الجزائرية حاولت إقناع روسيا بعدم مساندة “فاغنر” للقوات المالية”، خاصة بعد أن “قام النظام العسكري الجديد بالتراجع عن بنود اتفاقية الجزائر التي أبرمت بين مالي والأزواد تحت إشراف جزائري سنة 2015”.
وأردف المحلل السياسي قائلا: “إن الجزائر ترى بأن المقاربة العسكرية التي ينهجها النظام المالي لن تحل مشكل الأزواد وذلك في محاولة لتخفيض روسيا لتواجد قوات فاغنر أو سحبها مهمة قوات فاغنر بالقيام بمذابح بشمال مالي إلى جانب القوات العسكرية المالية”.
وخلص محمد شقير بالقول إن “الأزمة ستبقى قائمة بين روسيا والجزائر، خاصة في هذه الظرفية التي تصاعد فيها التوتر بين الجزائر ومالي، بعد إسقاط الدفاعات العسكرية الجزائرية لمسيّرة مالية على الحدود الجزائرية”.