كشف تقرير لصحيفة “نيويورك بوسط” عن واقعة غريبة حدثت في جورجيا، حيث اكتشفت شابتان أنهما توأم من خلال تطبيق “تيك توك”، بعد أن ظنت كل منهما أنها فقدت شبيهتها.
وبحسب صحيفة “نيويورك بوسط”، بدأت القصة عندما كانت إيلين ديسادزه تتصفح تطبيق “تيك توك” عندما رأت فتاة تشبهها تماما، الفتاة تدعى آنا بانشوليدزه، وبعد التواصل الفوري عبر الإنترنت، اكتشفت الفتاتان أنهما ليستا مجرد شبيهتين في المظهر، بل تجمعهما روابط جينية.
وخلال عدة أشهر من التعرف على بعضهما البعض عبر الإنترنت، اكتشفت إيلين وآنا أنهما تم تبنيهما، وهو ما دفع الفتاتين لإجراء اختبار الحمض النووي، ليتضح أنهما توأمان متطابقان.
وصرحت إيلين لوكالة الأنباء الفرنسية: “أصبحنا أصدقاء دون أن نشك أننا قد نكون أختين، لكن كلانا شعر بوجود رابط خاص بيننا“.
وذكرت الصحيفة أنه في كثير من الأحيان، كان طاقم المستشفى يكذب على الآباء ويخبرهم أن أطفالهم ماتوا عند الولادة ثم يمررونهم ليتم بيعهم لعائلات لم تكن تعلم أن الأطفال مختطفون.
وأكدت والدة آنا، باتماني باركوسادزه، أنها دفعت آلاف الدولارات لتبني آنا في عام 2005 بعد سنوات من الانتظار لتبني طفل، موضحة لهيئة الإذاعة الأسترالية، “لم أكن أعلم عن النظام الفاسد، ولم أكن لأتصور شيئًا كهذا”.
التحقيق في قصة إيلين وآنا كشف عن فضيحة أوسع نطاقا بكثير مما كان يتوقع، حيث تم ترتيب اختبار الحمض النووي بمساعدة الصحفية الجورجية تامونا مسريدزه، التي كانت تحقق في مخطط اختطاف واسع النطاق يبدو أنه حدث لعقود بين عامي 1950 و2006.
واكتشفت مسريدزه أول مرة هذه الفضيحة في عام 2016 عندما وجدت شهادتي ميلاد بتواريخ مختلفة أثناء تنظيف منزل والدتها بعد وفاتها.
ومن خلال تحقيقات الصحفية تامونا مسريدزه، علمت أن المخطط كان يديره مجرمون منظمون جندوا مجموعة واسعة من المتواطئين، بما في ذلك الأطباء والمسؤولين الحكوميين.
وصرحت هذه الأخيرة، لهيئة الإذاعة الأسترالية، قائلة، “اكتشفنا أنها كانت نظامية، ووجدنا أن هناك أكثر من 100,000 طفل مسروق في مستشفيات جورجيا”.
وأضافت والدة إيلين بالتبني، ليا كوركوتادزه، لوكالة الأنباء الفرنسية، “التبني من دار الأيتام كان يبدو مستحيلا بسبب قوائم الانتظار الطويلة، وأنا كنت سعيدة جدا عندما سمعت عن طفلة تبلغ من العمر ستة أشهر متاحة للتبني من مستشفى محلي مقابل رسوم، ولم أشك في وجود أي شيء غير قانوني عندما أحضروا إيلين إلى منزلي”.
وذكر المصدر ذاته، أن آنا وإيلين ممتنتان للعائلات التي ربتهما ولإيجاد بعضهما البعض، لكنهما ما زالتا تأملان في الاجتماع مع والديهما البيولوجيين.
فيما صرحت إيلين لهيئة الإذاعة الأسترالية، “ربما لا يعرفون حتى أننا موجودتان لأن الأطفال عندما كانوا يتبنون، كان أحيانا يكذب على والديهم البيولوجيين ويخبرونهم أن طفلكما مات، وسيكون رائعا أن نجدهم ونخبرهم بالحقيقة”.
ولمساعدة العائلات المخدوعة في العثور على بعضها البعض، أطلقت مسريدزه مجموعة على فيسبوك مخصصة لإعادة الأطفال المسروقين إلى والديهم، وتضم المجموعة حاليا حوالي 250,000 عضو وأعادت حوالي 700 عائلة إلى بعضها البعض.
كما تعاونت الصحفية مع محامية حقوق الإنسان ليا موكاشافريا لمواصلة التحقيق في هذه الفضيحة الوطنية التي استمرت لعقود، مؤكدة أنه “كان واضحا تماما أنه كان عملا غير قانوني منظم بشكل جيد في هذا البلد”.
تعليقات( 0 )