ضحايا عصابات الاتجار في البشر.. بين استغلال العوز والمصير المجهول

جنوب شرق آسيا، موطن لقصص مهاجرين أفارقة منهم مغاربة، غادروا أوطانهم بحثا عن حياة أفضل، في رحلات مليئة بالأمل والأحلام، لكن سرعان ما ارتطمت هذه الآمال بواقع مرير، فعوض أن تكون وجهتهم نقطة بداية لحياة جديدة، تحولت إلى بوابة للعبودية وسقطوا تحت رحمة عصابات الإتجار في البشر، التي تقتات على أجسادهم وأرواحهم لجني ثروات طائلة.

يختلف مصيرهم، فبعضهم ينجو بأعجوبة، بينما لا يتمكن آخرون من النجاة، فيجدون أنفسهم مجبرين على الخضوع لرغبات هذه العصابات، التي تنقلهم بعد اختطافهم إلى مواقع سرية، حيث يتم إرغامهم على ممارسة النصب والاحتيال عبر الانترنت، لسرقة أموال من في والولايات المتحدة والصين، ليبقى أملهم الوحيد هو انتظار منقذ ليعيد لهم حريتهم التي فقدوها في طريق البحث عن الأفضل.

وذكرت تقارير إعلامية أن هذه العصابات لم تعد تنشط في جنوب شرق آسيا فقط، بل وسعت نطاق عملها ليشمل العالم ككل، وتستدرج ضحايا من جميع دول العالم الثالث، الذين يتم إجبارهم على الانخراط في أعمال غير قانونية، تجمع من ورائها هذه العصابات ثروات طائلة تفوق ثلاثة تريليونات دولار بشكل سنوي.

وكانت قد انتشرت أخبار تفيد بسقوط مواطنين مغاربة ضحية عصابات الاتجار في البشر، أكدتها سفارة المملكة التايلاندية في الرباط، في بيان صادر عنها، يوم أمس الجمعة، موضحة فيه أن هذه الواقعة لا ترتبط بدولة التايلاند وحدها بل يتعلق الأمر بعصابة تنشط في جنوب شرق آسيا.

ضحايا بالمئات في آسيا:

تستهدف هذه العصابات جنسيات مختلفة، كما تستدرج حتى رعايا الدول المجاورة لها، حيث كانت قد أعلنت السلطات الفلبينية عن توقيف ما مجموعه 600 شخص خلال مداهمة مبنى في مانيلا، لاستغلاله في تهريب والاتجار في البشر والاستغلال الجنسي، وإجبارهم على الاحتيال عبر الإنترنت.

وقالت اللجنة الرئاسية لمكافحة الجريمة المنظمة في بيان حينها، إن مجموعة من المواطنين الصينيين والكوريين والفيتناميين والفلبينيين كانوا تحت رحمة هذه العصابات في المجمع.

وأكد البيان أن صينيين كانت تظهر عليهما علامات التعذيب، حيث أوضح أحدهما أنه خطف وتم بيعه بمبلغ يتجاوز 8800 دولار، فيما قال الآخر أنه كان محتجزا لمدة سنة وكان يجبر على العمل لمدة 15 ساعة بشكل يومي.

وبدورها، كانت الشرطة الإندونيسية قد أعلنت في يوليوز 2023، أنها في إطار تحقيقها في عصابات الاتجار بالبشر، كشفت تورط ضباط شرطة في مساعدة المهربين على إرسال ما مجموعه 122 إندونيسيا إلى مستشفى في كمبوديا من أجل قتلهم وبيع كلياتهم.

الإنتربول يدق ناقوس الخطر:

أما منظمة الشرطة الدولية “الإنتربول”، فقد دقت في هذه السنة ناقوس الخطر، بخصوص عصابات الاتجار في البشر التي تستغل المهاجرين في عمليات الاحتيال عبر الأنترنيت، محذرة من أن مجال اشتغالها أضحى عالميا ويستهدف مواطني جميع الدول، وليس فقط آسيا.

وكان يورغن شتوك الأمين العام لمنظمة الشرطة الدولية “الإنتربول”، قد صرح في مارس الماضي، خلال مقابلة صحفية من مكتب الإنتربول في سنغافورة، بأنّ عصابات الجريمة المنظمة، التي تلجأ إلى تهريب البشر والاحتيال عبر الأنترنت، بلغت مستوى عالي من الجريمة وصفه بـ”الانفجار”، لا سيما بعد جائحة كورونا التي وسّعت فيها مجال عملها لتصبح شبكة عالمية للاتجار في البشر.

وواصل شتوك: “شبكات الاتجار في البشر المنظمة تعمل الآن على نطاق لم يكن متخيلًا قبل عشر سنوات، حيث تستغل إمكانية إخفاء الهوية عبر الإنترنت المستوحاة من نماذج عمل جديدة والتي تسارعت بسبب الجائحة”، موضحا “أن ما يبدو على أنه خطر يحدق فقط بمنطقة جنوب شرق آسيا، قد أصبح الآن منظمة تهريب بشر عالمية وخطيرة، وقع تحت رحمتها ملايين الضحايا”.

مقالات ذات صلة

طقس السبت بالمغرب.. درجة حرارة متفاوتة وكتل ضبابية

سجين مغربي يتعرض للتعذيب والإهانة داخل أحد سجون مدينة تراباني الإيطالية

نشرة إنذارية: طقس حار بالمغرب من السبت إلى الإثنين

مغاربة العالم.. حقوق دستورية على الورق وتمثيلية سياسية غائبة

أبواب مفتوحة وقنصلية متنقلة لفائدة مغاربة إسبانيا في جيرونا وسرقسطة

طقس الجمعة بالمغرب.. ارتفاع نسبي لدرجة الحرارة مع سماء غائمة جزئيا

متحف الفن الإسلامي بقطر يحتضن فعالية للتعريف بالتراث والثقافة المغربية

التساقطات الثلجية تشل حركة الطيران في باريس وتربك رحلات مع المغرب

تصريحات عنصرية لنائب ألماني ضد المغاربة تُشعل غضب الجالية

تصريحات عنصرية لنائب ألماني ضد المغاربة تُشعل غضب الجالية

تعليقات( 0 )