على بعد أيام من الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة للمرة الثانية عيدا وطنيا وعطلة رسمية بالبلاد، ما تزال أصوات من الحركة الأمازيغية ترفع مطالب “‘إنصاف” هذه اللغة وإدماجها في مختلف مناحي حياة المغاربة.
واعتبر في هذا الصدد الناشط بالحركة الأمازيغية خميس بوتكمانت في حديثه مع “سفيركم”، أن “تطور وضعية الأمازيغية يسير ببطء شديد” ويرى أن “تأخر” إصدار القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية “أحد تجليات هذا البطء”.
وانتقد الناشط وتيرة إدماج الأمازيغية في السياسات العمومية خاصة في المجال التعليمي وقال “إنه لا يمكن أننا لم نصل حتى اللحظة إلى تعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالمدارس بعد مضي أزيد من 10 سنوات على دسترتها” .
وتابع “إن هذه اللغة تكاد تكون غائبة كليا في المشهد العام والمرافق الإدارية والسياسات الجنائية بالبلاد وفي باقي السياسات العمومية”، معتبرا أن ” بعض المسؤولين ما يزالون يتعاملون مع اللغة الأمازيغية على أنها مسألة اختيارية وثانوية ولا تحمل أي أهمية”.
ومن جانب آخر يرى المتحدث ذاته أن الثقافة الأمازيغية “ما تزال تعاني من نوع من الحصار على الذاكرة والتاريخ”، ومضى شارحا “أن هناك تطبيعا مع نظرة قدحية إلى هذه الثقافة ومكوناتها خاصة ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي”.
واعتبر خميس بوتكمانت أن هذه القضية لا ينبغي أن تكون قضية الناطقين بهذه اللغة فحسب، بل أيضا قضية جميع المغاربة لأنها مشترك وطني، وفق تعبيره، ولكي يتحقق ذلك “لابد من إرادة سياسية حقيقة”.
وبالمقابل، لم ينف الناشط الأمازيغي أهمية المكتسبات التي تحققت لهذا المكون اللغوي والثقافي خلال السنوات التي تلت مسار ترسيمها داعيا إلى “مزيد من الاشتغال نحو إنصافها”.