قال محمد يتيم إن تاريخ الممارسة الحزبية السياسية والنقابية هو تاريخ انقسام في المغرب، والطابع الانشطاري يميز الثقافة المغربية.
وأضاف يتيم خلال برنامج حكامة في حلقة بعنوان “الممارسة السياسية والثقافية أي علاقة؟” أن مفهوم الانقسام هو مفهوم اجتماعي مبني على ملاحظة ظاهرة اجتماعية في الممارسة بعلم الاجتماع السياسي المغربي، “لهذا ظاهرة الإنقسامية الأصل فيها هو ما أسميته بثقافة الانقسام المغروسة في جيناتنا الثقافية”.
وأكد يتيم في ذات البرنامج الذي يقدمه الكاتب الصحفي جمال بندحمان، على أن ثقافة الانقاسمية معالجتها بالتدبير المؤسساتي “ونتحدث على ما أحدثه الغرب حين انتقل من عصر الصراع إلى عصر المؤسسات وإلى ثقافة العقل الاجتماعي وإلى تدبير الخلاف بطريقة سلمية وهي ما نسميه اليوم بالآلية الديموقراطية”.
وأوضح محمد يتيم مسترسلا في حديثه أنه “قد لا نكون متفقين مع بعض الآليات الديموقراطية ولكن هذا من أجود ما أنتجه الغرب اليوم وهو ما ضمِن الانتقال من عصر الإنسان ذئب لأخيه الإنسان إلى عصر العقل الاجتماعي”.
وشدد في نفس الصدد على “أننا في حاجة إلى أن ننتقل إلى ثقاقة العقل الاجتماعي” مفسرا أنه “حينما نتكلم عن العقل الاجتماعي نتكلم أساسا عن الاعتراف بالاختلاف بأنه حقيقة موجودة وحقيقة بشرية، ولكن أهم من هذا أن نتفق على وضع آليات تدبير الاختلاف وهو ما نجحت فيه الديموقراطية بأشكالها المؤسساتية.
وواصل المتحدث معبرا عن أسفه الشديد في “اخفاقنا في هذا التدبير” مضيفا، أن الجيل الأول لا يمكنه أن يُتهم في قيمه وفي التزامه وفي أخلاقه وصدقه، مشيرا إلى أن “ما كان ينقص في ذلك الزمن هو أننا لم نكن نهتدي بعد إلى ثقاقة العقل الاجتماعي ولم نصل بعد إلى الدولة الحديثة، حيث استطاع الغرب أن يسير ويقفز قفزات لازلنا نحن متعثرين في مراحلها”.
يشار إلى أن محمد يتيم كان عضوا بحزب العدالة والتنمية وشغل منصب وزير الشغل والادماج المهني، كما له عدة مؤلفات من أبرزها: الحركة الإسلامية بين الثقافي والسياسي، العمل الإسلامي والاختيار الحضاري.