من قلب واحدة من أغنى دول العالم، اختارت فاطمة شخمان، وهي امرأة مغربية أن تتخلى عن رفاهية وقت فراغها، وتكرسه لمعركة نبيلة ضد الجوع، مساهِمة في منح الاعتبار لأبسط حق إنساني: “أن يأكل المرء بكرامة”، ومن خلال انخراطها في العمل التطوعي أعادت تعريف معنى التكافل الاجتماعي، من زاوية إنسانية مختلفة، تعايش فيها يوميا شاحنات الطعام، وصفوف المنتظرين، ووجوهًا أرهقها العوز لكنها وجدت في هذه المبادرة بصيص أمل وحياة.
وتهدف هذه المبادرة التطوعية، إلى تقديم المساعدة للأشخاص في وضعية صعبة، من خلال جمع فائض الطعام من المحلات الكبرى والمستودعات وسلاسل التوزيع ثم إعادة توزيعه بطريقة محترمة على المحتاجين، مستندة في ذلك إلى شعار “من يحتاج يحق له أن يأكل بكرامة”.
وتنظم الجمعية عمليات توزيع في عدة مناطق من سويسرا، بما فيها زيوريخ ومدن مجاورة، مستعينة بنظام رقمي متطور وشبكة تضم أكثر من ألف متطوع، كما تقدر كمية الطعام التي توزع أسبوعيا بحوالي 20 طن، يستفيد منها أكثر من ألفي شخص بشكل مباشر، من بينهم أسر محدودة الدخل ولاجئون وعاطلون عن العمل ومسنون يعيشون في عزلة.
وأوضحت فاطمة شخمان؛ وهي عضو جمعية الأكل للجميع بسويسرا، في تصريح قدمته لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن هذه المبادرة تحظى بشهرة واسعة في جميع أنحاء سويسرا، مبرزة أن خدمات هذه الجمعية لا يستفيد منها السويسريون فقط، بل تغطي مجموعة من الدول.
وأضافت قائلة: “يستفيد من خدماتنا كل يوم سبت على الأقل 1400 شخص، حيث نوزع جميع أنواع الخضر والفواكه والوجبات والحلويات ثم الخبز واللحوم”.
وذكرت فاطمة أن رغبتها في استغلال وقت فراغها الكبير، حين قدمت إلى سويسرا من أجل الدراسة، جعلتها تنخرط في الجمعية رغبة في مساعدة الناس من جهة وتعلم اللغة من جهة أخرى.
ومن جانبه، أكد أمين ديارا كوندي، الذي يشغل منصب رئيس جمعية الأكل للجميع بسويسرا، في تصريح مماثل، أن سبب تأسيس هذه الجمعية، يفسر بكون سويسرا من البلدان الغنية، لكن العديد من الأشخاص يعانون فيها في صمت، مشيرا إلى أن الهدف الأسمى للجمعية يكمن في مساعدة كل من يحتاج للمساعدة.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن الطعام الذي توزعه الجمعية يأتي من أشخاص ومنظمات مختلفة، حيث تحصل عليه من متاجر كبيرة ومستودعات لا تبيع بعض البضائع، فيقدمونها للناس مجانا، مستطردا أن الجمعية تعتمد على التبرعات المالية التي تحصل عليها في دفع إيجار مقرها وتكاليف النقل.