قال محمد نبيل بنعبد الله، أمس الخميس 13 مارس الجاري، إنه في الوقت الذي يناقش فيه حزبه موضوع الذكاء الاصطناعي، يمارس آخرون ما وصفه بـ”الذكاء القفي”، في تلميح إلى الجدل القائم بشأن رصد شاحنة توزع قفف المساعدات الغذائية في سيدي إفني قيل أنها تعود لمؤسسة “جود” التابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار، مما اعتبره العديد من المهتمين بمثابة حملة استقطاب انتخابية سابقة لآوانها.
وأضاف نبيل بنعبد الله، خلال المائدة المستديرة التي نظمتها مؤسسة علي يعته بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية، حول موضوع “استعمال الذكاء الاصطناعي في العمل السياسي: الفرص والتحديات”، “نحن نناقش الذكاء الاصطناعي، و آخرون يمارسون الذكاء القفي، وشاحنات تجوب المغرب وتوزع ملايين القفف، وهذه ليست إلا البداية ولا أحد يتكلم”.
واعتبر أن من يستطيع استخدام مئات الملايين من الدراهم في القفف، -في انتقاد مبطن لحزب “الحمامة”- يمكنه أن يستخدم خبراء في الذكاء الاصطناعي من الخارج بملايين الدراهم، مستدركا أن هذه الحقيقة تحتم على الحزب عدم الانتظار والاعتماد على كفاءاته لتطوير آلية حزبية حاضرة وقادرة على التنافس.
هذا وأضاف أنه يطمح أن يخرج حزب التقدم والاشتراكية إلى الساحة السياسية بنظرة جامعة حول الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن للمغرب أن يتموقع بشأنه، لافتا إلى أهمية توفره على تصور شامل لسياسات عمومية مطوِّرة لمقاربة الدولة للذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن المؤشرات الموجودة والطاقات التي يتمتع بها الحزب، تؤكد أنه يمكنه أن يكون سباقا للمساهمة في الرفع من قدرات هذه الدولة، ولا سيما تلك المتعلقة بمواكبة العصر.
وقال: “لدينا جميع الطاقات لنكون سباقين ونساهم في الرفع من قدرات الدولة- التي لسنا في سباق معها، أو نسعى لمواجهتها، بل نحن جزء منها- خاصة بمواكبة العصر، لذلك علينا أن نساهم حتى نكون حاضرين بقوة”.
ووصف بنعبد الله نقاش الذكاء الاصطناعي بـ”المحفز”، داعيا إلى التعامل معه على هذا الأساس، موضحا أن التعامل معه بشكل “تحفظي” يثير القلق والمخاوف والنقم عوض أن يبرز نعمه، ويجعل المغرب بعيدا عن دخول هذا “المعترك”.
وأبرز بنعبد الله أن حزبه يعتزم تشكيل مجموعة أعمال حزبية تعنى بقضايا الذكاء الاصطناعي، مفتخرا في ذات الوقت بتوفر الحزب على طاقات بشرية هائلة، منها من تنتمي للحزب ومنها من تتعاطف معه، ويمكنها أن تشتغل معه في هذا الإطار.
ودعا بنعبد الله إلى الاجتهاد في قضايا الذكاء الاصطناعي، لا سيما وأن حزبه يحمل تصورا سياسيا، آخذا بعين الاعتبار الفراغ السياسي “القاتل”، الذي تعرفه الأحزاب من الناحية البرنامجية فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، معتبرا أن حقيقة تنظيم هذه المائدة المستديرة حول الذكاء الاصطناعي، تجعل حزبه متقدم نسبيا في هذا المجال مقارنة بالأحزاب الأخرى.