تستعد الخطوط الملكية المغربية “لارام”، لإطلاق جسر جوي يربط المغرب بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، من خلال توسيع عملياتها الجوية مستفيدة من اتفاقيات الأجواء المفتوحة التي تجمع بين الأطراف الثلاثة، إلى جانب الموقع الاستراتيجي المميز الذي يتمتع به المغرب، وذلك استعدادا لاستضافة كأس العالم 2030.
وأوضحت صحيفة “Simple Flying” المتخصصة في أخبار الطيران، في تقرير لها، أن هذه الخطوة تندرج في إطار التحضيرات التي يقوم بها المغرب من أجل الاستعداد لكأس العالم 2030، مشيرة إلى تصريح عبد الحميد عدو، الرئيس التنفيذي للخطوط الملكية المغربية، الذي أكد أن الناقلة الوطنية “لارام” تتمتع بموقع استراتيجي يؤهلها لأن تلعب دورا رياديا في تطوير قطاع الطيران على الصعيد الإفريقي.
وواصل ذات المصدر أنه وعلى الرغم من أن كأس العالم يعد جزءا من استراتيجية الشركة، إلا أن الأمر يتعلق برؤية أوسع يقودها الملك محمد السادس لمستقبل البلاد، حيث تهدف الخطوط الملكية المغربية إلى تعزيز مكانتها كجسر بين أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى سد الفجوة في حركة الطيران بين الشمال والجنوب.
وأشارت الصحيفة إلى أن عبد الحميد عدو قد أوضح في مقابلة مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أن الخطوط الملكية المغربية قادرة على سد فجوة هامة في حركة الطيران نحو أوروبا والأمريكتين، مستفيدة من الاتفاقيات الجوية المفتوحة والموقع الجغرافي الاستراتيجي للمغرب.
ولفت المصدر إلى أن استراتيجية الخطوط الملكية المغربية “لارام” تقوم على ثلاثة ركائز أساسية، ويتعلق الأمر في البداية بخدمة الجاليات المغربية والإفريقية في الخارج، وثانيا، تعزيز مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء كمحور رئيس لربط العديد من الوجهات الإفريقية، حيث أنه من المتوقع أن يتم افتتاح محطة جديدة بالمطار بحلول 2029، لرفع طاقته الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر سنويا.
وفيما يتعلق بالركيزة الثالثة فتتمثل في السياحة، إذ أن المغرب يعد من أهم الوجهات السياحية في إفريقيا، وتهدف الشركة إلى ربط المزيد من المدن الأوروبية والأمريكية بالبلاد، لا سيما وأن قطاع السياحة قد ساهم في العام الماضي بـ10 مليارات دولار في الاقتصاد المغربي، وهو ما يعادل 73% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن مشروع القطار فائق السرعة المخطط بين المدن الرئيسة سيدعم الطموحات السياحية للمملكة.
وفي عام 2023، استقبلت المطارات المغربية 27.1 مليون مسافر، بزيادة قدرها 32% مقارنة بالعام السابق، وكان لمطار الدار البيضاء النصيب الأكبر من الحركة الجوية، حيث استقبل 9.8 مليون مسافر، رغم أنه لم يصل بعد إلى مستويات ما قبل الجائحة. ويتوقع أن تشهد البلاد زيادة ملحوظة في السياحة مع اقتراب كأس العالم، حيث تخطط الخطوط الملكية المغربية لمضاعفة أسطولها بحلول عام 2030، ومن ثم زيادته إلى أربعة أضعاف بحلول 2037.
وأكد عدو أن المغرب سيشهد طفرة حقيقية في الحركة الجوية قبل انطلاق البطولة، وأنه من الضروري أن تكون الخطوط الملكية المغربية والمطارات على أهبة الاستعداد للتعامل مع الزيادة الكبيرة في حركة المسافرين.
وتجدر الإشارة إلى أن المملكة المغربية كانت قد أبرمت اتفاقية الأجواء المفتوحة مع الولايات المتحدة في أكتوبر 2001، ومع الاتحاد الأوروبي في دجنبر 2006، ما سمح بزيادة حركة الطيران والسياحة بين المغرب وهذه الدول.
وجدير بالذكر أيضا أن “لارام” تعتبر واحدة من أربع شركات طيران إفريقية تسير رحلات منتظمة إلى الولايات المتحدة، حيث تنظم 14 رحلة أسبوعية إلى أمريكا، تشمل رحلة يومية إلى نيويورك، وأربع رحلات إلى واشنطن، وثلاث إلى ميامي، كما أن المغرب يُعد الوجهة الإفريقية الأولى من حيث عدد الرحلات الجوية، إذ تشغل أكثر من 40 شركة طيران، رحلات بين أوروبا والمغرب، تشمل أكثر من 1500 رحلة أسبوعية.
تعليقات( 0 )