عقد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ونظيره الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، اليوم الاثنين، اجتماعا ثنائيا في مدريد، خُصص لبحث التعاون الأمني في الفعاليات الرياضية الكبرى، استعدادا للتنظيم المشترك لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، التي ستُقام في إسبانيا والمغرب والبرتغال.
وأكد غراندي مارلاسكا، وفقا لبيان وزارة الداخلية الإسبانية، أن “تنسيق الجهود بين خبراء البلدين في إدارة الأمن أمر أساسي لضمان سير البطولة الدولية الكبرى بسلاسة”، مشيرا إلى أن الفرق الأمنية في البلدين بدأت بالفعل في تبادل الخبرات وأساليب العمل.
وخلال الاجتماع، حضر الوزيران عرضا تقديميا حول إدارة الأمن في الفعاليات الرياضية الكبرى، مستوحًى من تجربة تأمين مباراة ديربي مدريد بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، التي أُقيمت السبت الماضي في ملعب سانتياغو برنابيو، وفقا للبيان.
كما استعرض المفوض العام للأمن المدني الإسباني، خوان كارلوس كاسترو، التدابير الأمنية المُتخذة خلال المباراة، بما في ذلك تفتيش البنية التحتية تحت الأرض، ومراقبة أماكن تجمع المشجعين، وتأمين وصول الجماهير والفرق إلى الملعب، إضافةً إلى عمليات تفتيش محيط الملعب والسيطرة على الجماهير داخل المدرجات.
وأضاف البيان أن المسؤولين عن وحدات التدخل الأمني والمكتب الوطني للرياضة قدّموا لمحة عن عمل وحدة التحكم التنظيمي بملعب سانتياغو برنابيو، التي تُشرف من خلالها الشرطة الوطنية على إجراءات الأمن داخل الملعب وخارجه، بدعم من وحدة الطائرات المسيرة، ورجال الإطفاء، والصليب الأحمر، وفِرَق الطوارئ الطبية، وأجهزة أمن نادي ريال مدريد.
من جهة أخرى، اعتبر الوزيران أن التعاون الأمني في المجال الرياضي يندرج ضمن إطار التعاون “المتميّز” بين البلدين في المجال الشرطي، وفقًا للبيان.
وقال غراندي مارلاسكا: “التزامنا المشترك يتمثل في تعزيز الثقة المتبادلة لمواصلة مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة”.
وفيما يتعلق بملف الهجرة، أعرب الوزير الإسباني عن شكره لنظيره المغربي على “التزام المغرب القوي” بمحاربة شبكات الاتجار بالبشر، مشيدًا بدوره كشريك “وفيّ وموثوق” لإسبانيا والاتحاد الأوروبي في مواجهة الضغوط المتزايدة للهجرة غير النظامية نحو القارة الأوروبية.
وأشار غراندي مارلاسكا إلى أن التعاون الإسباني-المغربي في هذا المجال يمثل “نموذجًا ناجحًا” ساهم في تقليص أعداد المهاجرين الوافدين إلى السواحل الإسبانية، فضلًا عن الحد من محاولات التسلل غير النظامية عبر سياج مدينتي سبتة ومليلية، وفقًا للمصدر الرسمي الإسباني.
واتفق الوزيران على عقد جلسة جديدة لمجموعة الحوار الدائم حول الهجرة بين البلدين قريبًا في مدريد، بعد أن عُقدت آخر جلسة لها في مراكش يوم 21 أكتوبر الماضي.
وفي سياق آخر، عبّر وزير الداخلية الإسباني عن امتنانه لنظيره المغربي على إرسال فرق مغربية للمساهمة في عمليات التنظيف بمقاطعة فالنسيا عقب العاصفة الشديدة (DANA)، قائلًا: “كانت المساعدة المغربية ذات قيمة إنسانية وصحية واقتصادية كبيرة”.
وذكر البيان أن غراندي مارلاسكا عبّر عن رغبته في تعزيز التعاون في عملية “مرحبا”، التي سجلت في 2024 أرقامًا قياسية من حيث عدد المسافرين والمركبات.
واتفق الطرفان على عقد اجتماع جديد للجنة المشتركة الإسبانية-المغربية في مايو المقبل في مدريد، لوضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات لعملية العبور لعام 2025.