تحركت الديبلوماسية الجزائرية في الأيام الأخيرة، لجمع شمل التحالف الثلاثي الذي يحاول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تأسيسه، والذي يضم تونس قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، وذلك ردا على التوترات التي تعيش على وقعها الجنوبية – الشرقية للجزائر، مع دول الساحل وليبيا الجنرال حفتر.
وطار وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إلى تونس، للبحث في إمكانية بعث هذا التحالف، الذي لم يتمكن من عقد قمته المقررة في شهر فبراير الماضي، دون ذكر الأسباب ولا حتى الإعلان عن تأجيلها أو تغيير موعد عقدها، مما جعل المراقبين يتساءلون عن الأسباب وخلفيات عدم عقدها في وقتها المقرر، وكذا خلو خلاصات اللقاء بين المسؤولين التونسيين مع عطاف من أي إشارة لها.
وتناولت صحيفة القدس العربي في عددها الصادر اليوم 11 أبريل هذه القضية تحت عنوان “عطاف في تونس..وتساؤلات حول أسباب تأجيل قمة “الترويكا المغاربية”، حيث أوردت تحليلا لمصطفى عبد الكبير رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان والخبير بالشأن الليبي، قال فيه كان من المنتظر أن تنعقد القمة الثلاثية بين تونس وليبيا والجزائر، بعد انعقاد قمتين سابقتين. وكان من المفروض أن تقام منذ شهر فبراير ولكن تأجلت أكثر من مرة.
وأرجع عبد الكبير أسباب تأجيل القمة، إلى المماطلة من طرف الدولة الليبية، في تحديد الموعد والموافقة على مكان وزمان القمة، بسبب خلافات سياسية داخلية، وبروز أطراف فاعلة في ليبيا ترفض استبعاد موريتانيا والمغرب، ولا ترى أهمية في قمة مغاربية مبتورة، فضلا عن ممارسة ضغط دولي في الداخل والخارج من أجل إفشال هذه القمة، خاصة بعد الخلافات الحقيقية بين الجزائر وباريس وعدة عواصم أوروبية أخرى، وكذا رفض المغرب لخلق كيان مغاربي ثلاثي تترأسه الجزائر.
صحيفة العرب اللندنية هي الأخرى في عددها الصادر اليوم 11 أبريل، تطرقت للموضوع تحت عنوان “الجزائر تلجأ إلى التجمع الثلاثي للمساعدة في الخروج من أزمة متفجرة جديدة”، حيث نقلت على لسان مراقبين أن التجمع الثلاثي ما زال في أولى مراحله، وليس حلفا تعتقد الجزائر أن بإمكانها الاستعانة به، متى دعت المستجدات أو الضرورة، كما أنه لا يتشكل على مواقف واضحة من القضايا الإقليمية، ولا يظهر إلا حين تسعى الجزائر من وراءه لبعث رسالة تفيد بقدرتها على المناورة.
وحول الزيارة التي قام بها وزير الخارجية أحمد عطاف لتونس للدفع بعجلة “الترويكا الثلاثي” لعقد قمته في أقرب وقت، كشفت الجريدة أن التصريحات التونسية أو الجزائرية التي تلث اللقاء، لم تشر بشكل مباشر إلى موضوع القمة الثلاثية.
واعتبر المقال أنه من الواضح أن الجزائر، تسعى إلى ضبط موعد واضح لهذه القمة، لإصدار موقف لصالحها وإظهار أن لها عمقا إقليميا، وليست معزولة كما يروج ضدها، لكن عدم الإشارة، أيضا، توحي بأن تونس وليبيا ربما لديهما احتراز من عقد القمة والانخراط في تحالفات إقليمية تضر بمصالح كل بلد منهما.