ألقت صحيفة لوموند الفرنسية الضوء على المسرح الكبير بالرباط، الذي يعد أكبر مسرح في إفريقيا، تم إنجازه بتكلفة مالية إجمالية تجاوزت ملياري درهم، مبرزة أن هذا الصرح الثقافي ما يزال مغلقا على الرغم من اكتمال بنائه منذ ثلاث سنوات.
وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير نشرته يوم أمس الأربعاء، أن المسرح الكبير بالرباط يعتبر من أبرز المعالم المعمارية الحديثة في المغرب، إذ تتجاوز مساحته 25 ألف متر مربع، مضيفة أن أنامل المهندسة المعمارية الشهيرة، الراحلة زهى حديد، الفائزة بجائزة بريتزكر المرموقة، والتي تُعتبر بمثابة جائزة “نوبل” الخاصة بالهندسة المعمارية، هي من أبدعت هذه المعلمة الثقافية.
وواصلت الصحيفة الفرنسية مشيرة إلى أن مسرح الرباط الكبير، المجاور لبرج حسان التاريخي، الذي يرجع تاريخه إلى أزيد من 800 سنة، يلقى تنويها كبيرا من قبل السكان المحليين الذين يعتبرونه رمزا للحداثة، ويجدون تصميمه فريدا ومبهرا ويعكس الجانب المعاصر لمدينة الرباط.
وأشارت لوموند إلى أن المسرح الكبير قد أصبح، منذ صيف هذا العام، رمزا ثقافيا يُزين الأوراق النقدية المغربية من فئة 20 درهم، بحسب ما كان قد أعلنه بنك المغرب، باعتباره يعكس “التطور الاجتماعي والثقافي” في المملكة، لافتة إلى أن أشغال بنائه كانت قد اكتملت في سنة 2021، لكن موعد افتتاحه لم يعلن عنه بعد.
وأضافت لوموند أنه كان من المتوقع أن يتم افتتاح المسرح الكبير في نهاية سنة 2021، بعد جائحة كورونا، ثم انتقلت التوقعات إلى عام 2022، وبعدها إلى الربع الأخير من عام 2023.
وأوردت الصحيفة تصريح أحد المسؤولين المحليين، الذي رفض الكشف عن اسمه، والذي أكد أن لا أحد يعرف متى سيكون الافتتاح، موضحة أن بعض المسؤولين المحليين قد رفضوا التعليق، بينما طلب آخرون عدم الكشف عن هويتهم مشيرين إلى “حساسية” الموضوع، خاصة وأن المشروع “مبادرة ملكية”.
ولفتت لوموند إلى أن الملك محمد السادس هو من اختار بشكل شخصي تصميم المهندسة المغربية الراحلة زها حديد للمسرح الكبير، والذي كان آخر أعمالها المعمارية الشهيرة قبل وفاتها في سنة 2016.
ويولي المغرب عناية خاصة بمثل هذه المشاريع الثقافية، حيث أنه أنفق ميزانية ضخمة على مشروع مسرح الرباط الكبير والمسرح الكبير في الدار البيضاء، الذي صممه المهندس الفرنسي الشهير كريستيان دو بورتزامبارك، بتكلفة بلغت 130 مليون يورو، مستطردة أن المشروعان قد كلفا معا حوالي ثلاثة أضعاف الميزانية المخصصة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل لسنة 2024.
تعليقات( 0 )