بدأت تظهر بوادر فشل الجزائر في تأسيس “كيان مغاربي” يستثني المملكة المغربية، بعد تردد أنباء عن وجود رفض ليبي لهذه الخطوة، لتنضاف طرابلس إلى موريتانيا التي أبدت تحفظا ورفضا لهذه المبادرة منذ البداية.
ووفقا لتقارير مرتبطة بالموضوع اطلع عليها “سفيركم”، فإن موقف ليبيا من مبادرة عبد المجيد تبون لتأسيس “اتحاد مغاربي” يكون بديلا لاتحاد المغرب العربي الذي يضم في الأصل 5 دول، لازال غير واضح، بل ويميل إلى الرفض أكثر من القبول.
وحسب المصادر ذاتها، فإن ليبيا تسعى للبقاء على مسافة واحدة في علاقاتها مع المغرب والجزائر، دون الانسياق إلى مبادرة قد تكون على حساب أحد الطرفين، وهو ما يُرجح أن ترفض ليبيا المبادرة الجزائرية من الأساس.
وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أعلن في تصريح إعلامي الأسبوع الماضي، أن هناك تنسيق جار مع تونس وليبيا لتأسيس كيان اتحادي مغاربي يضم هذه البلدان الثلاثة، بمبرر “جمود اتحاد المغرب العربي” الذي يضم المغرب وموريتانيا، إضافة إلى تونس وليبيا والجزائر.
وقال تبون في الحوار الإعلامي ذاته، أن قمة ستجمع البلدان الثلاثة بعد رمضان من أجل استكمال المشاورات دون تحديد موعد لهذه القمة، التي ستكو هي الثانية بعد الأولى التي انعقدت في الجزائر عقب قمة البلدان المصدر للغاز الشهر الماضي.
لكن التطورات الأخيرة المتعلقة بليبيا، وفق ما تشير إليه تقارير عديدة، تضع القمة المقبلة لهذا “التنسيق الثلاثي” محط شكوك، ولا سيما أن ما يتم تداوله يشير إلى وجود تردد ليبي في هذا السياق، بعدما تأكد لليبيين أن الهدف من تأسيس “الكيان الجديد” هو تعويض اتحاد المغرب العربي.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت في وقت سابق، أن الدافع الأساسي للجزائر من تأسيس “اتحاد” جديد في المنطقة، هو إقصاء المملكة المغربية وليس الاهتمام بقضايا البلدان المغاربية المجاورة لها، وهو الأمر الذي يبدو أن موريتانيا تفطنت له ورفضت المشاركة في هذه المبادرة.
ويفسر مهتمون بالشؤون المغاربية، رفض موريتانيا مشاركة الجزائر في تأسيس كيان مغاربي جديد، هو رغبتها في الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب، والبقاء في منطقة الحياد، وهو ما يُتوقع في ظل التطورات الأخيرة أن تقوم به ليبيا، وبالتالي فشل مبادرة الجزائر في مهدها.
تعليقات( 0 )