ما هي مواقف رئيس الوزراء الفرنسي الجديد تجاه المغرب؟

في خطوة قد تؤثر بشكل إيجابي على العلاقات الفرنسية المغربية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الخميس الماضي، عن تعيين السياسي المخضرم ميشيل بارنيي، عن حزب الجمهوريين اليميني، والمعروف بمواقفه المعتدلة، رئيس جديد للوزراء خلفا لغابريال أتال.

ويأتي هذا التعيين بعد أسابيع من المشاورات والمفاوضات داخل الأوساط السياسية الفرنسية، حيث اختار ماكرون بارنيي نظرا لقدراته على تشكيل حكومة قادرة على الصمود في الجمعية العامة الفرنسية وتقديم خدمات ملموسة للبلاد.

ويعد بارنيي، المعروف بمواقفه السياسية المعتدلة، من أبرز الشخصيات السياسية الفرنسية الرامية إلى إيجاد توازن في العلاقات الدولية لفرنسا، وخاصة مع دول المغرب العربي.

وبارنييه ليس بغريب على الساحة السياسية المغربية، حيث كانت له مواقف إيجابية تجاه المغرب في قضايا حساسة، مثل قضية الصحراء المغربية، حيث أنه كان قد دعى إلى إيجاد “حل سياسي” لهذا النزاع، مؤكدا على ضرورة التشجيع على الحوار السياسي بين الأطراف المعنية تحت إشراف الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي يتوافق مع مقترح الحكم الذاتي الذي كان قد تقدم به المغرب لمجلس الأمم المتحدة، ودعواته المستمرة للجزائر للموائد المستديرة من أجل مناقشة قضية الصحراء.

وفي هذا الصدد، يُعتبر رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنيي من السياسيين الذين يؤمنون بضرورة فتح قنوات الحوار بين المغرب والجزائر، وقد عبر عن هذا الموقف في عدة مناسبات، بما في ذلك مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الجزائري عبد العزيز بلخادم، حين أكد أن “المغرب والجزائر لا يحتاجان إلى وصاية خارجية للتحاور بينهما”، داعيا إلى حوار مباشر بين البلدين يعزز من استقرار المنطقة.

وجاء تعيين بارنيي في ظل الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما قد يعزز من موقف باريس في هذا الملف، ولكنه في المقابل قد يؤدي إلى تعقيد العلاقات الفرنسية الجزائرية، التي تمر بفترة توتر بسبب عدة قضايا، من بينها النزاع حول الصحراء.

وكمسؤول أوروبي، رفض الانسياق وراء ضغوط النظام الاستبدادي في الجزائر، الذي يستغل قضية الصحراء للحفاظ على سيطرته على المنطقة، يدرك بارنييه أن استقرار المغرب العربي يمر عبر اعتراف واضح بسيادة المغرب، وليس عبر عرقلة غير مثمرة يفرضها نظام عسكري فقد شرعيته.

ومن المتوقع أن تساهم مواقفه الصلبة في تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين فرنسا والمغرب، إلى جانب إضعاف محاولات عزل المملكة دبلوماسيا من قبل الجزائر. كما أن تعيينه على رأس الحكومة الفرنسية يُعتبر صفعة حقيقية للنظام الجزائري، الذي يرى في ميشيل بارنييه عقبة لا يمكن تجاوزها أمام طموحاته، بينما يتم الترحيب بهذا التعيين في المغرب، الذي ينظر إلى دعمه لسيادة المملكة على الصحراء كموقف قوي لقضية عادلة ومشروعة.

تعليقات( 0 )