كشفت دراسة حديثة، نُشرت الاثنين في مجلة Nature Medicine، عن ارتفاع كبير في مستويات الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية داخل أدمغة البشر في السنوات الأخيرة.
وأظهرت التحليلات التي أجراها الباحثون على 24 دماغا لأشخاص توفوا خلال الأشهر الأولى من عام 2024 أن نسبة الجسيمات البلاستيكية زادت بنحو 50% مقارنة بـ 28 دماغا جُمعت في عام 2016.
ووجد الباحثون أن أدمغة المرضى الذين تم تشخيصهم بالخرف قبل وفاتهم احتوت على مستويات أعلى بكثير من البلاستيك، بمعدل يزيد بأكثر من خمس مرات عن متوسط مستويات عام 2024.
وتتميز الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بأنها أصغر من ممحاة القلم الرصاص، بينما الجسيمات النانوية أرق من عرض شعرة الإنسان.
وكانت معظم الجسيمات المكتشفة من البولي إيثيلين، وهو البلاستيك المستخدم في الأكياس البلاستيكية وتغليف الأغذية والمشروبات المعبأة.
وعلى الرغم من هذه النتائج، يشير العلماء إلى أنه لا يمكن الجزم بأن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تسبب أمراضا مثل الخرف، حيث إن المرضى المصابين بهذه الحالة يعانون من ضعف في الحاجز الدموي الدماغي، مما قد يسهل تراكم المزيد من الجسيمات البلاستيكية في أدمغتهم.
وتحذر الورقة البحثية من أن “ضمور أنسجة الدماغ، وضعف الحاجز الدموي الدماغي، وضعف آليات التخلص من السموم، كلها عوامل قد تؤدي إلى زيادة تراكم الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية، دون أن يعني ذلك وجود علاقة سببية مباشرة”.
ولتأكيد النتائج، قام الباحثون بتحليل عينات من أدمغة جُمعت بين عامي 1997 و2013، ووجدوا أن مستويات البلاستيك في عينات عام 2016 كانت أكثر من الضعف، بينما كانت في أدمغة 2024 أعلى بنحو أربع مرات.
بينما لا تزال التأثيرات الصحية الكاملة لتراكم الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ غير معروفة، أظهرت دراسات عديدة ارتفاع مستويات البلاستيك في الجسم البشري.
ففي مايو الماضي، كشف العلماء عن العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في كل خصية بشرية قاموا بتحليلها، بالإضافة إلى اكتشافها في الكبد والدم والمشيمة.