مجلس الجالية: وثائقي “مورا هنا” يستعيد ذاكرة عمال المناجم المغاربة في فرنسا

عرض المخرج المغربي خالد الزايري، يوم الثلاثاء الماضي 14 ماي الجاري، بسينما النهضة، في إطار أنشطة مجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، شريطه الوثائقي “مورا هنا”، الذي يستعيد على غرار فيلم “الطابع” لمخرجه رشيد الوالي، ذاكرة عمال المناجم المغاربة في فرنسا.

ونزل الموقع الإلكتروني الرسمي لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن عرض فيلم “مورا هنا” لمخرجه خالد الزايري، تم تنظيمه في إطار شراكة مع مؤسسة هبة والقناة الثانية، مشيرا إلى أنه يقدم شهادات حية ومادة توثيقية غنية، تعيد تسليط الضوء على مرحلة أساسية من هجرة العمال المغاربة للعمل في مناجم الفحم في شمال فرنسا.

وذكر مجلس الجالية أن شخصية “فيليكس مورا”، الذي كان لأزيد من عشرين سنة حلقة الوصل بين شركة مناجم الفحم في “نورد با دوكالي”، والمغاربة الذين كان جلهم ينتمى لمناطق قروية، والذي لم يكن في الفيلم، كان حاضرا في جميع شهادات عمال المناجم وأسرهم.

واستطرد المجلس أن “فيليكس مورا” الذي كان “المشرف على عملية انتقاء العمال بناء على بنيتهم الجسمانية ومستواهم الدراسي، فتوفر الشخص المرشح للهجرة على مستوى دراسي ولو بسيط لن يمكنه من اجتياز امتحان الانتقاء، وبالتالي فلن يضع مورا الطابع الأخضر على صدره، والذي يؤهله للسفر إلى فرنسا. إنه شكل بدائي من أشكال الهجرة الانتقائية”.

ويعيد شريط “مورا هنا” الوثائقي لخالد الزايري، والذي تجري أحداثه بين قرى جنوب المغرب ومناطق من شمال فرنسا كانت في السابق موطنا لمناجم الفحم، ومعاناة هؤلاء العمال المغاربة، الذين كانوا يعانون من مشقة العمل في أعماق أرض لم يخبروها من قبل، وجدوا سنوات شبابهم تضيع في ظروف غير لائقة ما تزال راسخة في ذاكرتهم وذاكرة أسرهم.

وذكر المجلس أن الشهادات الموثقة تبرز معاناة هؤلاء العمال من العنصرية، سواء تعلقت بالحقوق أو الرواتب ومن التمييز في السكن وفي المناصب مقارنة مع العمال الفرنسيين، كما أنها تسجل محطات من الحركات الاحتجاجية في صفوف العمال من أجل انتزاع بعض الحقوق والمكاسب الظرفية.

وكانت شخصية “فيليكس مورا” حاضرة ليس فقط كشخص بل كمؤسسة تتدخل وقت الحاجة لتهدئة الأوضاع في إطار الوساطة مع الإدارة الراغبة في إغلاق المنجم بأقل الخسائر، أو للانتقام من العمال، بتهديدهم بالاستغناء عنهم كلما ارتفعت أصوات مطالبة بالمساواة والإنصاف وتسوية الوضعية.

وتمكن مخرج الشريط من استغوار الحياة الاجتماعية وحتى الحميمية لعمال المناجم المغاربة، حيث نجح في نقل الشرخ الأسري الذي أحدثته هذه الهجرة الاقتصادية، التي كان المبتغى منها منذ البداية هو السفر إلى فرنسا من أجل العمل وتحسين الوضع الاجتماعي والمادي لمدة قصيرة ثم العودة إلى الوطن فيما بعد، لكن مع توالي سنوات العمل والمشقة المصاحبة للعمل في المناجم عانى الآلاف من العمال المغاربة من أمراض تنفسية مزمنة أودت بحياة الكثيرين في الوقت الذي كان طبيب المناجم يخفي المرض خوفا من التعويضات التي تتحمل الشركة عبئها.

وأكد مجلس الجالية أن “شخصية “لحسن” المتخيلة كانت محورية في الحكي، من خلال الرسائل المسجلة التي يتوصل بها من طرف زوجته “زهرة” التي بقيت في القرية ترعى البيت وتربي الأولاد في انتظار الالتحاق بالزوج. هي صرخة امرأة بصوت كل نسوة العمال اللائي أمضين حياتهن على الهامش بعيدا عن الأزواج، الذين لم يكونوا بدورهم في وضع أحسن، في ظل مرارة الوحدة وقساوة الغربة، عزاؤهم في ذلك حلم قد يتحقق يوما ما بالرجوع إلى “البلاد” ولم الشمل ونسيان سنوات الفحم السوداء”.

وخلص إلى الإشارة إلى أنه في الوقت الذي كان العديد من العمال محظوظين بعد حجزهم تذكرة النجاة من عمل المناجم إلى الوطن، حيث حصلوا على حياة جديدة بعد سنين، لم يكن لآخرين نفس النصيب من الحظ، إذ بقوا وحيدين في الغربة، تنخر الأمراض والشيخوخة أجسادهم، وهي النهاية المأساوية لحسن الذي مات في الأخير والتقط أنفاسه الأخيرة بمفرده بعيدا عن أولاده وعن “زهرة”، التي لم تنجح في الحصول على تأشيرة سفر لتوديعه.

مقالات ذات صلة

محمد الحنصالي: قطاع التعليم الخصوصي يحتاج مبادرة من الدولة

سجين مغربي يتعرض للتعذيب والإهانة داخل أحد سجون مدينة تراباني الإيطالية

وهبي: المحاماة في المغرب شهدت عدة أزمات والمهنة تتربص بها منافسة قوية

وهبي: المحاماة في المغرب شهدت عدة أزمات والمهنة تتربص بها منافسة قوية

المتقاعدون يعودون للاحتجاج أمام البرلمان

التلقيح ضد الإنفلوانزا الموسمية.. حمضي ل"سفيركم": قد تكون مميتة وحان وقت التطعيم

الإنفلونزا الموسمية: بين الوقاية بالتطعيم وخطر المضاعفات القاتلة

مغاربة العالم.. حقوق دستورية على الورق وتمثيلية سياسية غائبة

الحنصالي: التعليم الخصوصي استثمار في الإنسان وفي الرأسمال البشري وليس في الأموال

أبواب مفتوحة وقنصلية متنقلة لفائدة مغاربة إسبانيا في جيرونا وسرقسطة

الشافعي: أثمنة اللحوم لن تنخفض مباشرة بعد الاستيراد وعلى الحكومة تسقيف الأسعار

تعليقات( 0 )