احتضنت العاصمة الإسبانية مدريد، ندوة رفيعة المستوى تحت شعار “المغرب وإسبانيا: نستثمر معا من أجل مستقبل مستدام ومشترك”، جمعت ممثلين مؤسساتيين من البلدين، إلى جانب أكثر من 150 شركة إسبانية مهتمة باكتشاف وتعزيز فرص الاستثمار في المغرب.
وشكل المنتدى، المنظم من طرف وزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية بشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، جزءا من الاستراتيجية الوطنية لتعزيز جاذبية المملكة للاستثمارات الأجنبية، وخاصة الأوروبية، عبر إبراز مؤهلاتها الاقتصادية، واستقرارها السياسي، والتزامها بالنمو المستدام.

وافتتحت اللقاء كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب لدى إسبانيا، التي اعتبرت المنتدى “تجسيدا حقيقيا للعلاقات بين البلدين، القائم على تحالف قوي، دائم واستراتيجي”، وأكدت أن الأمر يتعلق بـ”التزام مشترك من أجل التنمية والازدهار، ليس فقط للمغرب وإسبانيا، بل أيضًا لشعوب حوضي المتوسط والأطلسي”.
وأضافت بنيعيش أن هذه المبادرات لا تندرج ضمن تعاون ظرفي، بل تعكس مهمة طويلة الأمد تقوم على الثقة المتبادلة والقرب الجغرافي ووحدة المصالح الاستراتيجية، مشددة على أن العلاقات بين البلدين تعززت بدخول مرحلة جديدة قائمة على الحوار الدائم. كما نوهت بالتعاون الاستراتيجي بين وزارتي الداخلية في البلدين في مجالات الأمن، ومكافحة الإرهاب، والهجرة غير النظامية.

وشهد المنتدى مشاركة بارزة لكل من كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار، الذي دعا الشركات الإسبانية إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في المغرب، لاسيما في قطاعات الطيران، والطاقات المتجددة، وصناعة السيارات، والإلكترونيات، مؤكدا أن المغرب أصبح وجهة مفضلة للاستثمار بفضل بنيته التحتية المتطورة وموارده البشرية المؤهلة.
وكان من المرتقب أن يشارك كارلوس كوربو كاباييرو، وزير الاقتصاد والتجارة والشركات الإسباني، إلا أن مشاركته أُلغيت بسبب اضطراره لحضور اجتماع أزمة عقب انقطاع واسع للكهرباء شهدته البلاد قبل ساعات من الحدث.

كما عرف اللقاء مداخلات لكل من أنطونيو غاراميندي، رئيس الاتحاد الإسباني لمقاولات الأعمال (CEOE)، ونظيره المغربي شكيب العلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM)، تناولت آفاق التعاون الثنائي والاستثمار المتبادل.