أفادت رويترز أن قوات الأمن السورية خاضت معارك لليوم الثاني على التوالي يوم الجمعة لإخماد تمرد ناشئ من مسلحين من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد، ووردت أنباء عن مقتل العشرات فيما يعد أكبر تحد تواجهه الحكومة التي يقودها الإسلاميون لسلطتها حتى الآن.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 180 شخصا في العنف المستمر منذ يومين في المنطقة الساحلية في غرب سوريا التي يقطنها عدد كبير من المنتمين للأقلية العلوية.
وقال ناشطان من الطائفة العلوية والمرصد معتمدين على اتصالات بالمنطقة ومقطع مصور إن مسلحين قتلوا 24 رجلا على الأقل من بلدة المختارية العلوية يوم الجمعة.
وقالت السلطات السورية إن العنف اندلع حينما شن مسلحون من فلول نظام الأسد هجوما داميا “مدروسا” على قوات الحكومة يوم الخميس.
وتؤثر أعمال العنف على جهود الرئيس السوري أحمد الشرع لترسيخ سيطرة إدارته التي تكافح لرفع العقوبات الأمريكية وتواجه تحديات أمنية أوسع نطاقا خاصة في الجنوب الغربي حيث تقول إسرائيل إنها ستمنع دمشق من نشر قوات.
وما زالت المنطقة الغنية بالنفط في شمال شرق البلاد خارج سيطرة الدولة حيث تسيطر عليها مجموعة يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة.
وخرج السوريون إلى الشوارع للتظاهر دعما للحكومة في دمشق وغيرها من المدن الكبرى.
وأشارت السعودية وتركيا، وهما حليفتان للحكومة، إلى دعمهما للحكومة السورية أيضا. كما عبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا عن قلقه من الاشتباكات والقتل الذي طال المدنيين أيضا.
ودعت روسيا التي كانت من أكبر داعمي الأسد لكنها تسعى إلى بناء علاقات مع الحكومة الجديدة، جميع القادة “المحترمين” في البلاد إلى وقف إراقة الدماء.
وقالت إيران، التي كانت أكبر حلفاء الأسد، إنها “تعارض بشدة انعدام الأمن والعنف والقتل وإيذاء السوريين الأبرياء من كل جماعة وطائفة”.
وأظهرت صور من المختارية ما لا يقل عن 20 جثة لرجال على جانب طريق في وسط المدينة، وبعضها ملطخ بالدماء. وتمكنت رويترز من التحقق من الموقع في المقطع المصور، لكنها لم تتمكن من معرفة توقيت تصويره أو هوية مصوره.
وقال ناشطان علويان طلبا عدم نشر اسميهما نظرا لحساسية الأمر إن عمليات القتل حدثت يوم الجمعة واتهما مسلحين تابعين لإدارة البلاد الجديدة.
قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) نقلا عن مصدر أمني “بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية”.
وأضاف المصدر للوكالة “نعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري”.
وقال مصدران من العلويين إن الشيخ شعبان منصور (86 عاما)، وهو رجل دين علوي بارز، قتل يوم الجمعة وابنه في قرية سلحب في غرب سوريا. واتهم سكان من المنطقة مقاتلين متحالفين مع دمشق بقتلهما.