قالت المحللة السياسية، مريم ابليل إن استخدام شخصيات من الذكاء الاصطناعي داخل الأحزاب السياسية له دلالات إيجابية، ويُمكن أن يُسهم ذلك في تجديد صورة هذه الأحزاب.
وتابعت في تصريح خاص لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، حول “المناضلين الرقميين” الذين أعلن عنهما حزب الاستقلال، أن هذا المستجد يساهم في تشجيع النقاش حول الرقمنة، ويطرح سؤال “كيف يمكن استثمارها لتجويد العمل السياسي ؟”
وأضافت أنه في الوقت الذي لا يزال فيه موضوع الذكاء الاصطناعي موضوعا مستجدا، وغير معروف بشكل واضح كيف يمكن استثماره على مستوى السياسة والإدارات، يظل مجرد فتح النقاش فيه ذا أهمية كبرى.
واعتبرت المحللة السياسية، أن استعمال ما سمِّي بـ”المناضلين الرقميين” ، والذكاء الاصطناعي عموما يمكن استثماره في إطار التسويق السياسي وتجديد صورة الأحزاب السياسية عند الشباب غير المقبلين على العمل البرلماني واستقطابهم عبر هذه الآلية.
قبل أن تشير إلى إشكال مرتبط ب”التمثيلية”، مؤكدة أن العمل السياسي مرتبط بتمثيل الأشخاص داخل الأحزاب، والذكاء الاصطناعي لا يعبر عن الإرادة الحقيقية للشباب، وهو الشيء الذي يبرر التخوف من تأثير استخدامه على حضور الفرد في العمل السياسي.
ودعت ابليل إلى دمج حقيقي لاستخدام الرقمنة في عمل الأحزاب وسياساتها إن كانت تتحمل مسؤولية ما على مستوى الحكومة والبرلمان، موردة أن استخدام الرقمنة يجب أن ينسجم مع العمل اليومي للحزب بحيث لا يمكن مثلا أن يستمر الحزب في العمل بالآليات التقليدية على مستوى إدارته الداخلية والمسؤوليات التي يتحملها، في الوقت الذي ينخرط فيه بورش “الرقمنة” على مستويات أخرى.
وكان حزب الاستقلال قد اعلن عن إطلاق “مناضلين رقميين” في صفوف مناضليه، تم تطويرهما عبر الذكاء الاصطناعي، يوم السبت المنصرم، أثناء أشغال المهرجان الخطابي الوطني الذي نظمه بمدينة الدار البيضاء تخليداً للذكرى 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وتعتبر هذه المبادرة ذات البعد الرقمي سابقة من نوعها في العمل الحزبي والسياسي بالمملكة.