الهجرة من البلد الأم إلى بلد آخر واختيار الاغتراب فيه، ليس من الاختيارات الهينة، إذ لابد من وجود دوافع وراء قرار الهجرة.
وتشهد الدول العربية تزايدا في اختيار مواطنيها الهجرة على العيش في بلدهم. ومن أهم الأسباب التي تدفع إلى ذلك تكون إما اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية..
ومنذ اندلاع الثورات العربية زاد حلم الهجرة في مراودة الشباب العربي لإحساسهم بعدم الأمان على المستوى الاجتماعي والنفسي والسياسي والاقتصادي، فكانت الهجرة هي جوابهم عن المستقبل الذي يتمنونه.
ففي استطلاع لشبكة البارومتر العربي فإن أكثر من نصف السكان من مختلف البلدان العربية واللذين تقل سنهم عن ثلاثين عاما يرغبون في الهجرة والخروج من أوطانهم.
وحسب وكالات الأنباء فإن سبب الهجرة بالأساس ليست مع الانتماء للوطن بل هي مع الحكومات التي لا توفر لهم متطلبات العيش الآمن وهي ما يجده في الدول التي يهاجر إليها.
هجرة الأدمغة:
هذا النوع من الهجرة الذي يثير القلق في الدول العربية حيث أنه يهدد عملية التنمية في ظل وجود أمية عالية بالعالم العربي والتي يمكن أن تصل إلى 27 بالمئة. وحسب عدة دراسات فإن العالم العربي يخسر جراء هجرة الأدمغة ثلث طاقته البشرية وأن ما يقارب 50 بالمئة هم أطباء متخصصون و23 بالمئة من المهندسين والبقية في مجالات مختلفة.
وتضيف الدراسة أن هذا النوع من الهجرة غالبا ما تكون في اتجاه دول أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا. كما تشير الدراسة إلى أن 54 بالمئة من الطلاب العرب الذين يسافرون للدراسة لا يعودون لبلدهم الأصلي بحثا عن العمل.
وفي هذا السياق أشار التقرير العالمي لرصد التعليم في الدول العربية لسنة 2020 الذي أصدرته منظمة “اليونسكو” أن هجرة ذوي المهارات العالية إلى الخارج توجد بالمغرب ولبنان حيث يهاجر واحد من كل أربعة أشخاص ذوي الكفاءات العالية.
المغرب:
دق المغرب منذ مدة ناقوس الخطر بعد أن ارتفعت معدلات هجرة الأدمغة في السنوات الأخيرة، حيث أصبح المغرب يحتل المركز الثاني بين الدول التي تشهد هجرة الكفاءات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي تصريحات سابقة لوزير التعليم العلي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، قد أشار إلى أن عدد الأطباء الذين يتخرجون سنويا بالمغرب يصل إلى 1400 طبيب نصفهم يهاجر إلى أوروبا. كما أن الدول الأوروبية ترحب باستقدام الأطباء المغاربة المتخرجين.
يشار إلى أن نسبة الهجرة من المغرب وصلت 10.5 بالمئة من إجمالي عدد السكان سنة 2020، أي ما يعادل حوالي 3 ملايين شخص، وحسب تقرير منظمة العمل الدولية فإن الكفاءات المهاجرة تشمل الأطباء والمهندسين والعلماء والباحثين والخبراء بمختلف المجالات.
تعليقات( 0 )