عاد أحمد رضا الشامي، الذي جدد فيه الملك محمد السادس ثقته، اليوم الاثنين، إلى دهاليز الديبلوماسية، بعدما عينه سفيرا للمملكة المغربية لدى الاتحاد الأوروبي، في مهمة دبلوماسية دقيقة تنسجم مع رصيد الرجل وتجربته الواسعة.
مسار أكاديمي حافل:
ولد أحمد رضا الشامي في سنة 1961 بمدينة الدار البيضاء، وبين أزقتها خطى خطواته الأولى نحو المستقبل، وبفضل تفوقه الدراسي، التحق بإحدى أعرق المؤسسات التعليمية في أوروبا، المدرسة المركزية بباريس، حيث حصل على دبلوم مهندس الفنون والصناعات سنة 1985.
وبما أن روحه كانت دائما تواقة للمعرفة، لم يكتف بذلك، بل أضاف إلى رصيده الأكاديمي ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس عام 1989، ليؤسس قاعدة أكاديمية صلبة انطلقت منها مسيرته الدولية اللامعة.
تجربة غنية في عالم التكنولوجيا:
وفي عالم سريع التغير تقوده التكنولوجيا، انضم الشامي إلى شركة “مايكروسوفت”، حيث تقلد مناصب مهمة، من بينها إدارة أنشطة الشركة في شمال وغرب إفريقيا وجنوب شرق آسيا، ومكنته هذه التجربة من فهم دينامية الأسواق العالمية وعززت كفائته في إدارة المشاريع الكبرى.
دخول معترك السياسة الوطنية:
وفي عام 2007، ولج أحمد الشامي العمل حكومي من أوسع أبوابه، حين عُين وزيرا للصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة في حكومة عباس الفاسي، ومن خلال منصبه اشتغل على تحديث البنية الصناعية للمغرب وتعزيز الابتكار في قطاع التكنولوجيا، ممهدا الطريق لاقتصاد أكثر تنافسية وانفتاحا على الأسواق العالمية.
وخلال الفترة الممتدة من 2011 و2016، واصل الشامي حضوره السياسي كنائب برلماني عن مدينة فاس، ضمن صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لكنه قدم في سنة 2013 استقالته من المكتب السياسي للحزب، أي قبل انتهاء ولايته التشريعية بثلاث سنوات.
تألق دبلوماسي في بروكسيل:
ودخل أحمد رضا الشامي السلك الدبلوماسي في سنة 2016، حين عين سفيرا للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي، وفي هذه المرحلة، برهن على قدرة لافتة على الدفاع عن المصالح المغربية، ممهدا لعلاقات أكثر قوة وشراكة بين المغرب وأوروبا.
قيادة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي:
وبعد نجاحه الدبلوماسي، اختاره الملك محمد السادس سنة 2018 لرئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، حيث أشرف على إعداد دراسات واستشارات استراتيجية ساهمت في توجيه السياسات العمومية بالمملكة، لا سيما فيما يخص النموذج التنموي الجديد.
عودة إلى بروكسيل في لحظة فارقة:
وعاد أحمد رضا الشامي، في أكتوبر 2024، وهي فترة طبعتها تحديات إقليمية ودولية، إلى موقعه القديم الجديد، سفيرا للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي، ما يعكس ثقة الملك في كفاءته، ورهان المملكة على الخبرة في تدبير علاقاتها مع شركائها الأوروبيين.
هذا وقد جرى اليوم الاثنين تسليم الشامي من طرف الملك محمد السادس ظهير تعيينه، على غرار عدد من السفراء الآخرين.