احتضنت فيينا، اليوم الأربعاء، ندوة هامة تناولت مسار تطور الشراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والنمسا، وذلك بمبادرة من الجمعية المغربية لقادة الألفية والشبكة المهنية الشابة النمساوية.
وقد شهد الحدث، وفق ما أفادت به وكالة المغرب العربي للأنباء، حضور عدد من الشخصيات البارزة من مختلف المجالات، بينهم منتخبون، فاعلون اقتصاديون، جمعويون، وأكاديميون، ما يعكس اهتمام الجانبين بتعزيز الروابط بين البلدين.
وهدف هذا اللقاء إلى تسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية التي تتمتع بها المملكة المغربية، خاصة في المناطق الجنوبية مثل جهة الداخلة – وادي الذهب.
وفي هذا السياق، شدد رئيس المجلس الجماعي للداخلة، الراغب حرمة الله، على الفرص الكبيرة المتاحة في مجالات السياحة، الطاقات المتجددة، وتربية الأحياء المائية. كما أكد حرمة الله على الأهمية الاستراتيجية لمدينة الداخلة التي أصبحت بموقعها الجغرافي المتقدم، مركز جذب للمستثمرين الأوروبيين بفضل خط الطيران المباشر مع العديد من العواصم الأوروبية.
ومن جهته، أشاد عضو المجلس الوطني النمساوي، نيكو مارشيتي، بالزخم الذي تعرفه العلاقات الثنائية بين البلدين، معتبرا أن التعاون بين المغرب والنمسا لا يقتصر على تعزيز الأبعاد السياسية فحسب، بل يشمل أيضاً المجالات الاقتصادية والثقافية. وأكد مارشيتي على أن تعزيز التواصل بين الشباب من الجانبين يعد خطوة مهمة نحو بناء جسور من التعاون المستدام.
وأضاف توماس مارك، رئيس شركة “إم كا إيليميناسيون” المتخصصة في تصميم المشاريع، أن هذا اللقاء يمثل “فرصة رائعة” لبناء شراكات استراتيجية، من خلال الابتكار والإبداع، بما يعود بالنفع على كلا البلدين. وأكد مارك على أن التعاون بين النمسا والمغرب في مجالات عديدة من شأنه أن يعزز الجهود المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة.
أما رئيسة غرفة الصناعة التقليدية لجهة الدار البيضاء-سطات، جليلة مرسلي، فقد أكدت بدورها أن الشراكة بين المغرب والنمسا تمثل نموذجاً للحوار بين حضارتين عريقتين، مشيرة إلى أن التعاون الدبلوماسي، السياسي، الثقافي، والاقتصادي بين البلدين يشهد تطوراً ملحوظاً بروح من الصداقة.
ودعت مرسلي إلى اغتنام الفرص لتعميق هذه الشراكة، خاصة في ظل فهم الشركاء الأوروبيين للمكانة الاستراتيجية التي يحتلها المغرب على الساحة الدولية.
وفي ذات السياق، تناول هنري لويس فيدي، الأستاذ في مؤسسة HEC بباريس، الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وفرنسا، معتبرا إياها نموذجا أوروبيا ناجحا للتعاون بين الشمال والجنوب. وأكد فيدي على أن الشراكة بين المغرب وفرنسا لا تقتصر على المجال الاقتصادي فقط، بل تتعداه إلى التضامن المشترك بين القارتين، وهو ما يسهم في بناء مستقبل أكثر عدلا ومرونة.
كما أكد ماريو رالون، المدير التجاري بشركة (كاب كاش ترافيك كوم) النمساوية، أن المغرب يوفر بيئة أعمال مواتية للاستثمار الأجنبي، مشيراً إلى أن شركته الناشطة في مجال التنقل الذكي ترغب في دعم المملكة في إنشاء البنى التحتية للطرق، خاصة مع اقتراب الأحداث الرياضية الكبرى التي ستستضيفها المملكة في المستقبل القريب.
وقد حضر هذا اللقاء أكثر من 80 شخصية بارزة في المجالات السياسية، الاقتصادية، والأكاديمية من النمسا، حيث تم تناول عدة مواضيع رئيسية من قبيل الطاقة، التنقل، التنمية المستدامة، والتبادل الثقافي، مما يعكس اهتمام الجانبين بتوسيع نطاق التعاون بينهما في مختلف المجالات.
وفي الختام، أكد المشاركون على أهمية هذه اللقاءات كمنصة لتبادل الأفكار والرؤى بين الفاعلين السياسيين والاقتصاديين من البلدين، مشددين على ضرورة استثمار هذه الدينامية لتعزيز الشراكة المغربية النمساوية بما يخدم مصالح الشعبين.