يعتزم المرصد الوطني للدارسات الاستراتيجية، تنظيم ندوة دولية بمدينة أكادير خلال شهر ماي من السنة الجارية، تحت عنوان “سياقات مطلب تصنيف البوليساريو حركة إرهابية”، بمشاركة خبراء وباحثين وممثلين عن ضحايا إرهاب البوليساريو، من المغرب وإسبانيا وموريتانيا.
وسيتم على هامش هذه الندوة إصدار نداء أكادير، الذي سيوجه إلى المنظمات الدولية المعنية، وسيتم تعميمه على كبريات وسائل الاعلام الوطنية والدولية، لخلق نقاش متقدم حول الموضوع.
وفي هذا السياق كشف محمد الطيار رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، عن جمع العديد من الأعمال الإرهابية الموثقة، التي قامت بها البوليساريو، وكذا التقارير الدولية، التي ركزت على هذا الجانب، وسيتم العمل على جعل مسألة تصنيف البوليساريو، حركة إرهابية موضوع نقاش سياسي، في إسبانيا وفي المغرب وموريتانيا، بالتنسيق مع جمعيات الضحايا سواء في جزر الكناري، أو لدى الأحزاب الإسبانية، التي دعت ما مرة الى تصنيف البوليساريو حركة إرهابية.
وأضاف الطيار في تصريح أدلى به لموقع “سفيركم” أن الأرضية اليوم باتت مساعدة على هذا الأمر، ومسألة طرح تصنيف البوليساريو، كحركة إرهابية تتطلب إثارة النقاش فيه، ومراسلة المنظمات الدولية، خاصة في هذه الفترة، التي ستشهد انعقاد جلسة مجلس الأمن، حول الصحراء المغربية، وفي ظل التقدم الذي يحققه المغرب في الملف.
وأشار الخبير الأمني إلى أنه في عهد حكومة فليبي گونزاليس، قامت بطرد البوليساريو، من الأراضي الإسبانية، واعتبرتها حركة ارهابية، غير أن الدولة العميقة في إسبانيا تجاوزت هذا الأمر، رغم أن هناك 300 عائلة إسبانية، متضررة من إرهاب البوليساريو، ولكن الإعلام تعامل بسلوك مخالف مع البوليساريو في إطار معاكسة مغربية الصحراء.
ولفت المتحدث إلى أن هذا اللقاء العلمي والأكاديمي يهدف إلى تقديم بديل عن المقاربة الدفاعية المنتهجة في ملف الصحراء المغربية إلى مقاربة هجومية، خاصة في ظل التغييرات الحالية في المواقف الدولية، من قضية الصحراء المغربية، وتواجد تقريبا 30 قنصلية في الصحراء المغربية.
وشدد الخبير الاستراتيجي على ضرورة تغيير المقاربة التقليدية، التي يتم بها تناول ومعالجة ملف الصحراء المغربية، من مقاربة دفاعية إلى مقاربة هجومية، حتى تتجاوز الوضعية الحالية التي تعيشها الأمم المتحدة، نحو أفق جديد يقوم على المعطيات المتوفرة ، والتراكمات التاريخية للمرتبطة بالأفعال الإرهابية، التي راح ضحيتها ليس فقط مواطنون مغاربة بل مواطنون موريتانيون واسبان ومن جنسيات أخرى.
واعتبر الطيار أن تصنيف البوليساريو، حركة إرهابية في إطار التوازنات، التي تعرفها قضية الصحراء المغربية بات ممكنا، سيما وأن الأمم المتحدة عاجزة عن إيجاد حل لهذه القضية، رغم أنها منذ سنة 2011 تطالب بإحصاء ساكنة تندوف، إلا أن المفوضية السامية للاجئين عاجزة عن ذلك، ولا تقوم بأي عمل في هذا الإطار، في ظل معارضة قوية من الجزائر لهذه الخطوة وعرقلتها.
وختم رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية ، بالقول إن الأمم المتحدة عاجزة ولم تقم بأي رد فعل حقيقي ضد العرقلة الجزائرية لهذه المطالب، ونتيجة لمصالح الدول الغربية في عهد قريب التي كانت تسعى بكافة الوسائل الى فصل الصحراء عن المغرب.