ذكرت تقارير إخبارية متطابقة أن الجزائر حصلت على موافقة السلطات الروسية لبيع طائرة سوخوي من الجيل الخامس، “سو 57 أي” الشبحية المتطورة، كأول دولة في إفريقيا تحصل على هذه المقاتلة عالية التقنية والقدرات، وذلك في إطار سباق التسلح بينها وبين المغرب.
وبامتلاك الجزائر لهذه المقاتلة المتطورة من الجيل الخامس، يثير مراقبون مخاوف بشأن مدى تأثير ذلك على موازين القوى الإقليمية لصالح الجزائر، في ظل التفوق الجوي الذي ستعززه هذه المقاتلة، مقارنة بمقاتلات F-16 التي يمتلكها المغرب، على سبيل المثال.
غير أن الخبير العسكري محمد شقير يرى أن طائرة سوخوي 57 أي لن تحقق أي تفوق عسكري جوي للجزائر على حساب المغرب، موضحا أن المسألة تتعلق بالترسانة العسكرية بشكل عام، ولا يمكن لسلاح منفرد، مهما كانت قوته، أن يحقق تفوقا عسكريا لوحده، دون أن ننسى أن المغرب يمتلك أسلحة متطورة أخرى، منها بالإضافة إلى F-16، منظومة “هيمارس” وغيرها.
وأضاف شقير في تصريح لـ”سفيركم” أن اقتناء الجزائر لهذا النوع من الطائرات يدخل ضمن السباق نحو التسلح بين القوتين الإقليميتين في منطقة شمال إفريقيا، والدولتين المتجاورتين اللتين بينهما حدود مشتركة، وبينهما نزاع بالوكالة. وفق تعبيره.
وخصصت الجزائر حوالي 23 مليار دولار برسم هذه السنة للتسلح واقتناء أحدث الأسلحة، للرد على اقتناء المغرب طائرات “إف-16” في نسختها المعدلة.
ولفت الخبير العسكري إلى أن إظهار المغرب رغبة في اقتناء طائرة F-35 الشبحية الأمريكية المتطورة، في إطار مؤشرات إيجابية على إمكانية حصول القوات المسلحة الملكية على هذا النوع من الطائرات، بدعم من إسرائيل وتمويل من الإمارات، جعل الجزائر تسعى للحصول على مقاتلات سوخوي 57 أي، التي تعتبر، على غرار “إف-35″، من الطائرات الأكثر تحديثا وتقنية، بحكم انتمائهما إلى الجيل الخامس.
وختم المتحدث بالقول إن كلا المقاتلتين تتوفران على مميزات قتالية عالية، سواء من ناحية الاستشعار أو تحديد الأهداف، وبالتالي، فإن هذا الاقتناء سيحافظ على التوازن العسكري بين الدولتين، خاصة بعد حصول المغرب على F-35، حيث أن التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمملكة سيجعل الولايات المتحدة تسارع إلى بيع هذا النوع من الطائرات للمملكة، للحفاظ على التوازن العسكري في المنطقة وتقوية أحد حلفائها الرئيسين في منطقتي شمال إفريقيا ودول الساحل.