يستعد المغرب لاحتضان النسخة 21 لمناورات الأسد الأفريقي التي تستضيفها المملكة منذ سنة 2007، بشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبمشاركة فرق عسكرية ومراقبين من العديد من الدول، وذلك في الفترة الممتدة بين 12 و 23 ماي الجاري.
وحسب بلاغ للقيادة العليا للقوات المسلحة، فإن تداريب هذه النسخة ستُجرى بكل من أكادير، وطانطان، وتزنيت وتيفنيت (وسط)، والقنيطرة (غرب)، وبنجرير (شمال).
ويتضمن هذا التمرين عدة أنشطة عملياتية، تشمل تدريبات ميدانية وتكتيكية برية، وبحرية، وجوية تنفذ نهارا وليلا، إلى جانب تمارين للقوات الخاصة والإنزال الجوي، وتمرين مشترك لتخطيط العمليات لفائدة ضباط هيئات الأركان، في إطار “فريق العمل”، بالإضافة إلى أنشطة موازية ذات طابع إنساني واجتماعي، وفق بلاغ القادة العامة للقوات المسلحة الملكية.
هل تشارك الجزائر في المناورات؟
وفي هذا السياق كشف الأكاديمي والخبير الأمني والعسكري محمد الطيار، أن جديد مناورات الأسد الإفريقي لهذه السنة، هو الطلب الجزائري بالمشاركة كمراقب في هذه المناورات، والموافقة على ذلك، قبل أن تشعر بالإحراج، عقب تداول تقارير بخصوص مشاركة الجزائر في المناورات إلى جانب إسرائيل ودول أخرى.
وأضاف الطيار في تصريح لموقع “سفيركم” أن الجزائر تحاول أن تتنصل من المشاركة في المناورات بعد ظهور هذه التقارير، بسبب الشعارات التي ترفعها حول إسرائيل، حيث من شأن مشاركتها في المناورات وبوجود إسرائيل أن تسقط كل تلك الشعارات ويظهرها في تناقض تام مع ما تدعيه.
وبخصوص أماكن إجراء التداريب والمناورات، أوضح الخبير العسكري أن ذلك يتم انطلاقا من الرغبة في محاكاة مناطق جغرافية ذات طبيعة تشابه مناطق التوتر كمنطقة الساحل أو الشرق الأوسط، وبالتالي فغياب منطقة أو إضافة أخرى هو خاضع لهذا المنطق وليس لدلالات سياسية.
وخلص المتحدث إلى أن المناورات تؤكد أهمية المغرب العسكرية والاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية في إفريقيا، والتي ازدادت مؤخرا بحكم عوامل عدة، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والذي اعتبره المتحدث موقف دولة تابت وغير قابل للتغيير، ولا يجب أن ننتظر من الولايات المتحدة الأمريكية تأكيد أو تجديد الموقف كل مرة.
القيادة الأمريكية الإفريقية: هذا أكبر تمرين مشترك
وحسب موقع القيادة الأمريكية في إفريقيا ” افريكوم”، فإن مناورات الأسد الأفريقي هي أكبر وأهم تمرين سنوي مشترك للقيادة الأمريكية في إفريقيا، ويستضيفه المغرب وغانا والسنغال وتونس، و يستخدم هذا التمرين المشترك، متعدد المجالات، ومتعدد المكونات، ومتعدد الجنسيات، مجموعة كاملة من قدرات المهام، بهدف تعزيز التوافق التشغيلي بين المشاركين، وبناء الجاهزية للاستجابة للأزمات والطوارئ في أفريقيا وحول العالم.
ويشارك في هذا التمرين أكثر من 10,000 مشارك من أكثر من عشرين دولة، بما في ذلك وحدات من حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويهدف الأسد الإفريقي إلى تعزيز التوافق بين المشاركين وبناء الجاهزية للاستجابة للأزمات والطوارئ في أفريقيا وحول العالم.