تعرف دول الخليج حرارة مرتفعة خاصة خلال فصل الصيف، مما يؤثر سلبا على عدد من الوافدين لهذه البلدان، وخاصة اليد العاملة من المهاجرين، ما دفع المنظمة الدولية “هيومن رايتس” اليوم الخميس 8 غشت، إلى مطالبة دول الخليج من حماية العمال المهاجرين من حر فصل الصيف، مشيرة إلى “المخاطر الصحية الشديدة” التي يتعرضون لها بسبب درجة الحرارة المرتفعة.
وقالت المنظمة الحقوقية غير الحكومية في بيان إنه “على السلطات الخليجية أن تتبنى فورا تدابير حماية من الحر على أساس المخاطر، وعلى أصحاب العمل توفير مناطق للراحة في الظل وماء الشرب”.
المنظمة أكدت بناء على شهادات لأكثر من 100 عامل بالسعودية والإمارات وقطر، جمعتها بين ماي 2023 ويوليوز 2024، (أكدت) أن سلطات هذه الدول تتقاعس عن حماية العمال الوافدين الذين يعملون في الهواء الطلق ويتعرضون لمخاطر صحية وسط موجات الحرارة المرتفعة بسبب تغير المناخ.
وحسب تقرير المنظمة، فإن العمال يصابون بنزيف الأنف والحمى والصداع والإغماءات والغثيان إضافة إلى الفشل الكلوي في مرحلته النهائية كما تسجل الحرارة حالات الوفاة أيضا.
وفي ذات الإطار، ونقلا عن عامل مقيم بالسعودية، تقول المنظمة إن كل يوم عامل أو عاملان يفقدان الوعي، سواء في أوقات العمل أو في الصباح أو مساء أو في طريقهم نحو العمل، مضيفة أنه بين يونيو وشتنبر، تمنع دول الخليج العمل تحت أشعة الشمس بين الظهر والساعة الثالثة عصرا، في إطار سياسة “حظر العمل وقت الظهيرة”. لكن ذلك لا يشمل مثلا عمال توصيل الطلبات المنزلية.
واعتبرت المنظمة أن تدابير الحظر هذه غير كافية، موضحة أنها تطبق فقط على العمل في الهواء الطلق خلال ساعات محددة مسبقا في أشهر الصيف بدلا من استخدام مؤشر الحرارة للبصيلة الرطبة الكروية، الذي يقيس الإجهاد الحراري المرتبط بالعمل على أساس درجة حرارة الهواء والرطوبة النسبية.
وقال عامل مقيم في الإمارات” “إن الراحة ثلاث ساعات لا تجعل الحر يزول، وكذلك بعد الثالثة عصرا أيضا، يصبح الجو حارا جد، تبدأ بالشعور بالدوار وجسمك يصبح ضعيفا، تفقد مهاراتك المعرفية الحركية، وأكد أربعة عمال تحدثت إليهم المنظمة هذا الصيف أن المياه ليست متاحة دائما في موقع العمل”.
يذكر أن أكثر من 1300 شخص توفوا أثناء تأدية فريضة الحج في مكة وسط طقس شديد الحرارة، بحسب السلطات السعودية التي أشارت إلى أن معظمهم لا يحملون تصاريح وقد ساروا لفترات طويلة تحت أشعة الشمس.
تعليقات( 0 )