أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، يوم أمس الثلاثاء، أن التنفيذ المبكر لميثاق الهجرة الأوروبي يمثل أولوية قصوى خلال الأشهر المقبلة، وذلك رغم الضغوط المتزايدة من المجموعات المحافظة التي تدعو لإلغاء الميثاق وإعادة صياغته بالكامل.
وأوضح موقع “The European Conservative” في تقرير نشره حول رسالة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الموجهة إلى الدول الأعضاء قبل انعقاد قمة المجلس الأوروبي، أنها تضمنت خطة عمل جامعة تشمل مقترحات تشريعية وعملية تسعى إلى تسريع عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين خارج الاتحاد الأوروبي.
وأشارت الرسالة إلى أهمية تعديل “سياسات الترحيل” بما يتماشى مع مطالب الدول الأعضاء التي طُرحت في القمة السابقة، بالإضافة إلى تعزيز القدرات التشغيلية لوكالة “فرونتكس” المكلفة بحماية الحدود الأوروبية.
واستطرد المصدر ذاته أن هذه الخطة قد تضمنت مجموعة من المقترحات، أهمها إنشاء مراكز لترحيل المهاجرين خارج أراضي الاتحاد الأوروبي، مستلهمة ذلك من النموذج الإيطالي الألباني، مبرزا أن هذه الإجراءات ترمي إلى تقسيم التشريعات المرتبطة بالهجرة إلى نقطتين أساسيتين، حيث تسعى الأولى إلى توحيد المجهودات الأوروبية المبذولة في مواجهة تحديات الهجرة، والثانية تركز على رقمنة نظام إدارة عمليات الترحيل.
وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية على أن تنفيذ ميثاق الهجرة الأوروبي بشكل مبكر قبل دخوله حيز التنفيذ الكامل في سنة 2026، أصبح ضرورة ملحة وأولوية قصوى، من أجل تعزيز الثقة بين الدول الأعضاء وتحقيق تقدم ملموس في إدارة قضايا الهجرة.
وواجه ميثاق الهجرة الأوروبي مجموعة من الانتقادات، ولا سيما من طرف التيارات المحافظة في البرلمان الأوروبي التي أكدت أنه لم يعالج قضايا أساسية، مثل ضعف الرقابة على الحدود الخارجية وصعوبة تنفيذ عمليات الترحيل، بينما دعا آخرون إلى وجوب وضع حلول أكثر إنسانية في الميثاق، تراعي احتياجات اللاجئين وتساهم في التخفيف من أزمة الهجرة عوض تأزيمها أكثر.
ولفت المصدر ذاته إلى أن “سياسات الترحيل” الجديدة، التي أشارت إليها أورسولا فون دير لاين، تعتبر خطوة تكميلية للميثاق وليست بديلا عنه، مشيرة إلى أن المفوضية الأوروبية تواجه معارضة من بعض الدول الأعضاء التي امتنعت عن تقديم خططها التنفيذية ضمن المهلة المحددة.
وخلصت الصحيفة الأوروبية إلى الإشارة إلى أنه قد تم على هامش القمم الرسمية، عقد اجتماع غير رسمي، من قبل إيطاليا والدنمارك وهولندا، ضم زعماء من دول أخرى، مثل النمسا وقبرص وبولندا وسلوفاكيا، بهدف إيجاد مقاربة مشتركة لقضايا الهجرة، وتعزيز التعاون في هذا المجال، موضحة أنه من المتوقع أن تعقد المجموعة اجتماعا مماثلا قبل القمة المقبلة لمناقشة مقترحات فون دير لاين.