قال المدير العام لوزارة الخارجية المغربية، فؤاد يازوغ، إن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تعيش اليوم “أفضل مراحلها”، مبرزا أن تطورها لا يقتصر فقط على الجانب التجاري، بل يشمل أيضا تنسيقا سياسيا وأمنيا، لا سيما في مجال مكافحة تهريب المهاجرين.
وأوضحت صحيفة “إل باييس” الإسبانية أن يازوغ أكد، خلال مداخلته في منتدى “World in Progress” ببرشلونة، على أن متانة التعاون بين البلدين تشمل بالإضافة إلى المبادلات التجارية التي بلغت قيمتها 22 مليار يورو، مكافحة الاتجار بالبشر وشبكات تهريب المهاجرين، مشددا على أن المغرب يقوم بدوره الكامل بها الخصوص.
وأضاف أن السلطات المغربية أحبطت خلال سنة 2024 أكثر من 70 ألف محاولة للهجرة غير النظامية، وأنقذت 18 ألف شخص في عرض البحر، وسهلت العودة الطوعية لـ 6 آلاف مهاجر.
وقال: “المهاجر ضحية وليس مجرم، أما المهرب فهو المذنب الحقيقي الذي يجب محاسبته”، كما أبرز أن التعاون مع إسبانيا يقوم على الثقة والمسؤولية المشتركة، وأن التنسيق بين البلدين أصبح أكثر فعالية في السنوات الأخيرة، بفضل الرؤية الواقعية التي تجمع الرباط ومدريد حول قضايا الأمن والهجرة.
وفي معرض حديثه عن إفريقيا، أشار يازوغ إلى أنها “تُناقش أقل مما تستحق رغم إمكاناتها الهائلة”، لافتا إلى أن منطقة الساحل الإفريقي تعيش أوضاعا وصفها بـ”المقلقة” بسبب انتشار الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والبشر.
وأردف قائلا “إن الساحل أصبح اليوم المنطقة الأكثر تضررا بالإرهاب في العالم”، داعيا إلى نهج مقاربة تنموية بدل الحلول العسكرية التي لم تثبت نجاعتها بعد.
وكشف الدبلوماسي المغربي أن المغرب وضع خارطة طريق للتعاون الإقليمي تهدف إلى ضمان استقرار منطقة الساحل عبر مشاريع تنموية كبرى، من أبرزها المبادرة الأطلسية الرامية دعم الدول غير الساحلية مثل مالي وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو لتطوير سياسات تجارية ناجعة، ومشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب الذي سيمر عبر 14 دولة إفريقية، ليوفر الطاقة وفرص التنمية في المناطق التي يمر عبرها.
وأشار فؤاد يازوغ إلى أن المبادرة الأطلسية تضم 21 دولة إفريقية مطلة على المحيط الأطلسي الجنوبي، تمثل نسبة 40% من الناتج الداخلي القاري وأكثر من 60% من سكان إفريقيا، مؤكدا أن “التعاون جنوب-جنوب ليس موجها ضد الشمال، بل يهدف إلى تعزيز موقع دول الجنوب في الحوار الدولي وإقامة شراكات متوازنة ومثمرة”.
وفي تعليقه على احتجاجات” جيل Z”، أوضح أنها تعبير عن تطلعات الشباب المشروعة، معتبرا أن “المؤسسات السياسية ربما لم تبذل الجهد الكافي لتوضيح حجم التقدم الاقتصادي والتحولات التي يعيشها المغرب”، داعيا إلى نهج أسلوب التواصل والانفتاح بين الدولة والمجتمع لشرح طبيعة المرحلة الحالية.
واختتم السفير المغربي حديثه بالقول إن علاقات الرباط مع الإدارة الأمريكية “قائمة على حوار بناء حول القضايا الإفريقية”، مردفا أن الملك محمد السادس “وجه عدة دعوات إلى الجزائر لاستئناف علاقات الجارين”، لكنها لم تلق بعد أي تجاوب، لافتا إلى أن “استقرار المغرب يرتبط ارتباطا وثيقا باستقرار جواره الإقليمي”.

