عمر لبشيريت (موريال – كندا)
دعت مجموعة من الكفاءات والفاعلين السياسيين والمدنيين المغاربة المقيمين بالخارج إلى ضرورة توسيع دائرة المشاركة السياسية لمغاربة العالم، من خلال تخصيص مقاعد لهم بالبرلمان والهيئات الحكومية الاستشارية، وذلك من أجل إسماع صوتهم في صنع القرار.
ويرى هؤلاء الفاعلون، في “كتاب أبيض” اطلع عليه موقع “سفيركم”، أنه بالرغم من المساهمة الكبيرة لمغاربة الخارج في الاقتصاد الوطني، إلا أنهم “مازالوا يعانون من نقص في التمثيل السياسي، خاصة الحق في الترشيح والتصويت في الانتخابات التشريعية”.

تطلب إعداد هذا الكتاب، الذي يشخص أوضاع الجالية المغربية ويقدم توصيات وحلولا، أزيد من شهر وشارك في إعداده مجموعة من الكفاءات موزعة على كافة القارات الخمس مما يعكس تنوع تجارب الجاليات المغربية، كما يشرح جمال الدين ريان، رئيس مرصد التواصل والهجرة بأمستردام، في مقابلة مع موقع “سفيركم”.
وكشف جمال الدين ريان أن “الكتاب الأبيض” توصل به الديوان الملكي، ورئيس الحكومة، ومجلس الجالية المغربية، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ووزير الخارجية والتعاون والمغاربة المقيمين في الخارجية، ورؤساء البرلمان والفرق البرلمانية.
وأوضح جمال الدين أن فكرة إنجاز هذا الكتاب نشأت من الحاجة إلى “تسليط الضوء على القضايا والتحديات التي تواجه الجالية المغربية في الخارج، بالإضافة إلى تقديم اقتراحات عملية للمساهمة في حل هذه القضايا، من خلال تجميع آراء وتجارب متنوعة من المغاربة في مختلف أنحاء العالم”.
وكشف جمال الدين ريان، منسق فريق العمل، إن الكتاب خلف ردودا إيجابية لدى المسؤولين، موضحا أنهم ” أبدوا اهتمامهم بالمحتوى والاقتراحات التي تم تقديمها. وتم التعبير عن رغبة في مناقشة الأفكار بشكل أعمق وتطبيق بعض منها في السياسات العامة”.

وطالب “الكتاب الأبيض”، الذي اطلع عليه موقع “سفيركم” بإعادة هيكلة المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج ومجلس الجالية “بطريقة شفافة وديموقراطية، تأخد بعين الاعتبار جميع الأطراف الفاعلة دون إقصاء لأي جهة”. كما دعا الكتاب إلى “إخراج القوانين التنظيمية المتعلقة بمغاربة الخارج، لتفعيل حقوقهم الدستورية ورفع الحجر عنها بشكل عاجل”.
وأكد جمال الدين ريان على ضرورة منح جمعيات مغاربة الخارج الجادة والهادفة صفة المنفعة العامة، إلى جانب “التأكيد على استقلالية العمل الجمعوي بالخارج من تدخلات القنصليات والسفارات”.
ولخص جمال الدين ريان أهم الاقتراحات الاي تقدم بها “الكتاب الأبيض” في :”تسهيل عملية التسجيل في الانتخابات للمغاربة المقيمين في الخارج، وإنشاء آليات للتواصل بين الجالية والمؤسسات السياسية في المغرب، وتحسين الخدمات الاجتماعية، وتطوير برامج تعليمية وتدريبية موجهة للجالية لتعزيز فرص العمل. وتقديم دعم نفسي واجتماعي للمغاربة في الخارج، وإنشاء منصات رقمية لتسهيل التواصل بين المغاربة في الخارج ومؤسسات المجتمع المدني في المغرب، وتنظيم فعاليات ثقافية واجتماعية لتعزيز الهوية المغربية”.
وأبرز جمال الدين ريان أن مشكل النقل الجوي والبحري من القضايا الأساسية التي تؤرق الجالية المغربية والتي اهتم بها الكتاب، وتابع “نحن نعمل على معالجة هذه المشكلة من خلال عدة خطوات واقتراحات عملية منها تحسين خدمات النقل، والتواصل مع شركات الطيران وشركات النقل البحري لتحسين جودة الخدمات المقدمة، مثل تقليل أسعار التذاكر وتوفير رحلات مباشرة أكثر. والعمل على تطوير برامج “ولاء” للمسافرين المتكررين من الجالية لتقديم تخفيضات وعروض خاصة. والتعاون مع وزارة النقل المغربية لمناقشة احتياجات الجالية وتقديم اقتراحات لتحسين خدمات النقل”، زيادة على “إنشاء منصة رقمية توفر معلومات محدثة حول مواعيد الرحلات، الأسعار، وأفضل العروض المتاحة للمغاربة في الخارج. ووضع خطط طوارئ لمواجهة أي أزمات في النقل، مثل الأوبئة أو الأزمات الاقتصادية، لضمان استمرارية الخدمات للمغاربة في الخارج”.
وكشف جمال الدين ريان لموقع “سفيركم”، أنه إذا تم تجاهل مطالب الجالية المغربية، فإن فكرة تأسيس إطار جمعوي “تعتبر خيارًا فعالا مطروحًا بقوة لتوحيد جهود المغاربة في الخارج، مما يعزز من قدرتهم على التعبير عن مطالبهم ومواجهتهم للتحديات”.