هو فنان دفعه حب المسرح إلى إضرام النار في جسده، هذا الفن الذي عشقه ووهبه حياته وروحه، ليترك لاسمه صدى قويا في رقيم الفن المغربي.
يتعلق الأمر بالفنان المسرحي أحمد جواد، الذي شكلت وفاته متأثرا بحروقه بعدما أضرم النار في جسده، أمام مبنى وزارة الثقافة بالرباط، مأساة إنسانية تصدرت عناوين الصحف المغربية والعربية.
تعود فصول الحادثة لعدة أيام سابقة، حين أقدم أحمد جواد، تزامنا مع اليوم العالمي للمسرح، على إضرام النار في جسده، احتجاحا على تقاعده “الهزيل”، كما سبق ووصفه.
أحمد جواد هو من مواليد إقليم الجديدة، بتاريخ 9 أكتوبر 1961، ترك مقاعد الدراسة في سن الرابعة عشرة، والتحق بعدها بدار الشباب بالمدينة، ليكتب فصلا من حياته لم يكن في الحسبان.
كانت دار الشباب صلة الوصل التي قادت أحمد جواد لعشق الفن المسرحي، فالبداية كانت من خزانة الكتب، حيث كان يغوص في عوالم موليير وشكسبير، ليتحول هذا الفضول إلى شغف فمهنة يزاولها لسنوات طوال.
عمل أحمد جواد موظفا بالمسرح الوطني محمد الخامس في الرباط، وتقلد منصب مدير منشط لنادي الأسرة، حيث استضاف عددا من الفنانين والمثقفين، كما شارك في أعمال مسرحية عديدة، لعل أبرزها “الله يرحم مي طامو” لأحمد الطيب لعلج، و”حلاق درب الفقراء” ليوسف فاضل.
الإقدام على إضرام النار في جسده لم يكن وليد اللحظة، فقد هدد أحمد جواد بإحراق نفسه منذ ما يزيد عن عشر سنوات، تنديدا بما وصفه بالإقصاء، بسبب عدم ترقيته والتعويض عن المعاش الذي يتقاضاه، بعدما أحيل على التقاعد في أكتوبر من سنة 2021.
تفاعلا مع حادثة إحراق أحمد جواد لجسده، عبرت وزارة الثقافة في بيان لها، عن أسفها من الحادث وتضامنها الكامل مع الفنان، موردة أنه “مواطن يتمتع بجميع حقوقه المكفولة له بحكم القانون”.
تعليقات( 0 )