يعاني مغاربة العالم خلال عطلتهم الصيفية، التي تمثل فرصة ذهبية للعودة إلى وطنهم وزيارة أحبائهم وأقاربهم، من مجموعة من المشاكل التي تعكر صفو رحلتهم إلى المغرب، فمن جهة، يقض ارتفاع أسعار تذاكر الطيران مضجعهم، ومن جهة أخرى، ترهقهم التأخيرات أو التأجيلات في مواعيد الرحلات، ما يجعل عودتهم إلى الوطن تتطلب قدرا كبيرا من الصبر والمرونة.
ويشتكي عدد كبير من مغاربة العالم من الارتفاع الصاروخي لأسعار تذاكر الطيران خلال فترة العطلة الصيفية، ولا سيما خلال الفترة الممتدة من شهر يونيو وإلى غاية شهر شتنبر، إذ بالرغم من أن هذه الزيادة في الأسعار قد تبدو طبيعية بسبب تزايد الطلب على الرحلات، إلا أن هذا الارتفاع قد أصبح يشكل عائقا حقيقيا أمام الكثيرين، خاصة ممن لا يستطيعون تحمل تكاليف التذاكر الباهضة.
وقد أصبح حجز تذكرة للسفر من أوروبا أو أمريكا إلى المغرب يتطلب ميزانية تضاهي تكلفة الإقامة في وجهة سياحية فاخرة، مما دفع البعض إلى البحث عن بدائل أخرى للسفر، كالرحلات البحرية، أو تأجيل زيارة الوطن إلى أوقات أخرى من السنة، حتى تعود أسعار الرحلات إلى طبيعتها.
ولم تقتصر هذه المشاكل على الجانب المالي فقط، بل امتدت لتشمل ارتباك مواعيد الرحلات، فالتأخيرات المفاجئة، والإلغاءات غير المبررة، وتغير مواعيد المغادرة والوصول بشكل متكرر، خلق حالة من الاستياء والارتباك بين المسافرين، حيث إن العديد من العائلات وجدت نفسها مضطرة لتعديل خططها في اللحظة الأخيرة، وهو ما تسبب في فقدان حجز الفنادق، أو تأخر لقاء الأهل، أو البقاء في المطارات لساعات طويلة في انتظار رحلاتهم.
وفي هذا الصدد، قال عبد الرحيم، وهو مغربي مقيم في الديار البلجيكية، يشتغل في إحدى الشركات الخاصة بمدينة بروكسيل، إنه دائما ينتظر بشوق رفقة أسرته الصغيرة موعد عودته إلى المغرب، لإحياء صلة الرحم مع أسرته وأقاربه، وقضاء وقت ممتع بعيدا عن أسلوب الحياة الروتيني في بلجيكا، الذي يتسبب بحسبه في الشعور بـ”الملل” و “الضغط النفسي”.
واشتكى عبد الرحيم، الذي قدم إلى المغرب منتصف الشهر الماضي، في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، من ارتفاع تذاكر الطيران الذي كلفه رفقة زوجته وطفليه مبلغا كبيرا، على عكس الأعوام السابقة التي على الرغم من أنها كانت تعرف ارتفاعا في أسعار تذاكر الطيران، إلا أنه كان ارتفاعا نسبيا، لم يصل المستويات المسجلة الآن.
وذكر المتحدث نفسه، أنه كان يفكر في تأجيل القدوم إلى المغرب إلى موعد آخر، لكنه تراجع في آخر لحظة، قائلا: “بصدق لو كنت وحدي أكيد أنني سألغي سفري إلى المغرب، لكن المشكلة أبنائي الذين يتحمسون جدا إلى القدوم إلى المغرب، والذين اعتادوا في كل صيف زيارته وقضاء بضعة أيام في منزل الوالدين، ثم زيارة مدينتنا المفضلة الفنيدق والاستمتاع بجمال منطقة الشمال، خاصة وأن المناخ في بلجيكا مختلف عن المغرب، لدرجة أن الشمس نراها لمدة أسبوع واحد في الصيف ككل”.
ومن جانبه، أوضح بدر وهو شاب من مدينة بجعد مقيم بالديار الإيطالية، الذي يداوم كل سنة على القدوم إلى المغرب، أنه يشعر بالانزعاج أحيانا من التأخيرات التي تطال بعض الرحلات، قائلا: “أزور المغرب باستمرار، ليس فقط في العطلة الصيفية وإنما أحيانا حتى في وسط السنة، لكي أطمئن على والدي لأنهما يعيشان بمفردهما في المنزل، وأحاول كلما سمحت لي الفرصة أن أزورهما، لكنني أنزعج حقا أحيانا من الارتباك الذي يحصل في بعض الرحلات، سواء بسبب تأجيل أو طول انتظار بعض الرحلات”.
وبعد تفقد المواقع الرسمية لمجموعة من شركات الطيران منخفضة التكلفة، عاينت جريدة “سفيركم” الإلكترونية، ارتفاعا صاروخيا في أسعار تذاكر الطيران، بين مجموعة من الدول الأوروبية والمغرب خاصة منها القريبة مثل إسبانيا وفرنسا، ففي الوقت الذي كان فيه سعرها يتراوح بين 200 درهم و 400 درهم، أصبحت تتراوح الآن بين 2000 و 4000 درهم.
ويطالب أفراد الجالية بضرورة إعادة النظر في سياسات تسعير تذاكر الطيران، خاصة خلال فترات الذروة، والعمل على توفير رحلات إضافية إلى البلدان التي تضم نسبة مهمة من مغاربة الخارج، إلى جانب تعزيز الرقابة على شركات الطيران لضمان احترام مواعيد الرحلات وتقديم تعويضات عادلة للمسافرين في حال حدوث أي تأخيرات أو إلغاءات غير مبررة.
تعليقات( 0 )