شهدت اللحوم الحمراء ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار، وصلت إلى مستويات قياسية في الأسواق المغربية، حيث وصل ثمن الكيلوغرام الواحد من لحم البقر إلى 120 درهم ولحم المعز إلى 150 درهم ولحم الغنم إلى 140 درهم، فما هي الأسباب؟.
في هذا الصدد صرح نائب رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك عبد الكريم الشافعي بأن المهنيين أرجعوا ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ل”الجفاف وغلاء الأعلاف، رغم الدعم المالي الذي قدمته الحكومة للحد من مسلسل الزيادات”.
ونبه المتحدث أن أسعار اللحوم الحمراء ستعرف ارتفاعات أخرى خلال الأشهر القادمة و”هنا نطلب من الحكومة التدخل وتفعيل برنامج المخطط الأخضر الجديد، كما يجب مراعاة ظروف المستهلك التي يعيشها الآن من مصاريف فصل الصيف وإقباله على موسم الدخول المدرسي”.
وأردف الشافعي أنه تزامنا مع “فترة الصيف التي تصادف مناسبات وأعراس.. فإن ارتفاع الأسعار لم يطل فقط قطاع اللحوم الحمراء وإنما وصل إلى اللحوم البيضاء أيضا والأسماك، إذ أن المستهلك استغنى عن اللحوم الحمراء للارتفاع المهول بأثمنتها”. وأشار ذات المتحدث إلى أن اللحوم البيضاء “وصل ثمنها 16 درهم للكيلوغرام الواحد داخل الضيعة، ليصل إلى المواطن بثمن 20 إلى 22 درهما للكيلو غرام، وهذا راجع أيضا إلى استغلال مربي الدجاج والبائعين لفرصة الاقبال عليه”.
وقال الشافعي أنه توقع من قبل أن اللحوم الحمراء ستعرف ارتفاعا في الأسعار بعد عيد الأضحى وذلك بسبب “إقبال عدد من المواطنين في العيد على ذبح الشاة (أنثى الخروف) بسبب غلاء الأضحية الأمر الذي أدى إلى نذرة الشاة وبالتالي نقص في عدد القطيع وعدم تكاثره”.
ويرى نائب رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك أن هناك معطى”بنيوي هيكلي يتعلق بالجفاف رغم برنامج الدعم الحكومي، فالمربون الصغار بدأوا يبيعون ماشيتهم لعدم قدرتهم على تحمل مصاريف العلف”.
وأكد ذات المُصرح إلى أن ارتفاع الأسعار يشجع على الذبيحة السرية والمنتشرة بالأخص بالمدن الكبرى نتيجة نفور المهنيين من المجازر المرخصة حيث يكونوا مجبرين على دفع ما بين 95 إلى 100 درهم فتكون الذبيحة السرية الحل بالنسبة لهم من أجل الربح السريع على حساب صحة وسلامة المستهلك، في غياب مراقبة البياطرة مما يمكن أن يؤدي لحالات من التسمم”.
ودعا الشافعي الحكومة ل”دعم الأعلاف للإنتاج الحيواني باستمرار وفتح باب الاستيراد والتحفيز عبر تعليق الرسوم الجمركية وكذلك الضريبة على القيمة المضافة حتى يتمكن المهنيون من إدخال القطيع من الخارج من أجل التخفيف من وطأة الأسعار، بالإضافة لاستيراد أبقار مخصصة للذبح و التسمين” مطالبا بفتح “أسواق جديدة لاستيراد الأبقار وتبسيط المساطير مع المهنيين”.
تعليقات( 0 )