تتواصل الانتقادات الموجهة إلى الخطوط الملكية المغربية بسبب سياساتها المتعلقة بالأسعار والخدمات، خاصة في أفريقيا، المعطى الذي يساهم في كسب الشركة المغربية غضبا مضاعفا من زبنائها في كل مرة.
وتولد هذا الغضب على خلفية سلسلة من الحوادث والقرارات التي أثارت استياء واسع النطاق في أفريقيا وخارجها، آخرُها وربما ليس آخرها تعبير العديد من الموريتانيين، عبر منصات التواصل الإجتماعي في الأيام الأخيرة، عن استيائهم من الأسعار المرتفعة التي تفرضها الخطوط الملكية المغربية على رحلاتها بين الدار البيضاء ونواكشوط، مقارنة بأسعار وجهات أخرى أطول من حيث المسافة والمدة.
فعلى سبيل المثال، تتجاوز تكلفة رحلة ذهاب إلى من البيضاء إلى نواكشوط نظريتها إلى بكين، على الرغم من الفرق الشاسع في مدة السفر.
ويضاف إلى ذلك المنافسة المتزايدة من شركات طيران دولية أخرى، مثل الخطوط الجوية التركية، التي تقدم أسعارا أكثر تنافسية وخدمات أفضل، يضع “لارام” أمام ضغط وتحديات كبيرة للحفاظ على ثقة وولاء زبنائها، خاصة في أفريقيا، التي تعد سوقا استراتيجيا للشركة.
سوق كانت الشركة تعرضت داخله إلى “ضربة موجعة”، بداية الشهر الجاري، بعد اتهامات وجهها نادي “تي بي مازيمبي” الكونغولي للشركة المغربية بسبب “معاناة غير مسبوقة” تعرض لها الفريق خلال رحلته إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وكان النادي الكونغولي، القادم من مدينة لومومباشي، قد أصدر بلاغا رسميا، في 6 دجنبر، أكد فيه أن الفريق لم يتمكن من الوصول إلى نواكشوط في الوقت المحدد بسبب مشاكل تقنية في طائرة من طراز بوينغ 737-800 تابعة للخطوط الملكية المغربية.
وأوضح البلاغ أن الفريق عانى بشكل كبير، حيث قضى ليلتين بلا نوم في مطار ندجيلي بالعاصمة كينشاسا، واصفا ما حدث بأنه “كابوس حقيقي فرضته الشركة المغربية على بعثة الفريق.”
وذكر البلاغ، أن ” فريق تي بي مازيمبي قضى ليلتين متتاليتين بلا نوم في مطار ندجيلي بكينشاسا”، معتبرا أن الأمر “كابوس حقيقي فرضته الشركة المغربية على بعثة الفريق بعد وصولهم إلى العاصمة الكونغولية”.
وعاد البلاغ مشيرا إلى تفاصيل الرحلة قائلا، “الفريق القادم من لوبومباشي غادر معقله مساء الأربعاء 4 دجنبر متجهاً إلى نواكشوط عبر مطاري كينشاسا والدار البيضاء”.
وأضاف “في كينشاسا، كان من المفترض أن يستقل الفريق رحلة للخطوط الملكية المغربية يوم الخميس في تمام الساعة 6:15 صباحاً. لكن بعد صعود اللاعبين والجهاز الفني إلى الطائرة في وقت مبكر، بدأت سلسلة من حالات الشك”.
وأردف البلاغ، “وبعد مرور موعد الإقلاع، قضى الركاب ثلاث ساعات داخل الطائرة قبل أن يتم إنزالهم إلى قاعة الانتظار. كان ذلك في الساعة 10:30 من صباح الخميس. وفي النهاية، أُلغيت الرحلة مع وعدِ الشركة بحل المشكلة التقنية سريعاً، ليُعاد جدولة الرحلة إلى الجمعة الساعة 00:05”.
وواصل، “مع إعادة ترتيب اللوجستيات طوال اليوم، وجد المدرب لامين ندياي وفريقه أنفسهم أمام تحدٍ كبير حيث كان من المفترض أن يصلوا إلى نواكشوط مساء الخميس!”.
وتابع، “مساء الخميس، عند الساعة 21:30، تم استدعاء الفريق مرة أخرى إلى مطار ندجيلي (كينشاسا) مع الأمل في أن العطل قد تم إصلاحه. ولكن كان الفريق على موعد مع ليلة جديدة من الانتظار. بين طول إجراءات التسجيل، وصول الطيارين، والركوب بعد منتصف الليل (الموعد المتفق عليه للإقلاع)، واجهت البعثة إلغاءً جديداً للرحلة”.
وحسب ذات البلاغ فإنه “في الساعة 1:30 صباحاً (الجمعة) ورغم استعداد الطائرة للإقلاع، أطلق إنذار جديد في قمرة القيادة، مما أجبر الطيار على العودة إلى المدرج. بعد ساعتين من الانتظار، تم إنزال الركاب مرة أخرى حوالي الساعة 3:00 صباح الجمعة”.
واعتبر النادي الكونغولي أن “الأمور عادت إلى نقطة الصفر، ليخسر فريق مازيمبي مرة أخرى فرصة الوصول إلى الدار البيضاء وبالتالي يفوتهم الوصول المباشر إلى نواكشوط”.
وانتقد تي بي مازيمي الوضع قائلا، “على بعد يومين فقط من موعد المباراة، اضطر الفريق إلى قضاء ليلتين في مطار كينشاسا في وضع غير مريح تسببت فيه الخطوط الملكية المغربية. وبعد تدريبات خفيفة بعد ظهر الأمس، بقيت البعثة عالقة في كينشاسا، مع إعلان رحلة إلى الدار البيضاء صباح السبت 7 دجنبر عند الساعة 4:00. ولكن دون ضمان رحلة اتصال إلى موريتانيا”.
وختم الفريق الكونغولي بلاغه، مؤكدا بالقول إنه أبلغ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) بهذه “المعاناة”.