نُظم بالعاصمة الفرنسية باريس، يوم الأحد الماضي، معرض “أسواق فاس”، وسط حضور عدد كبير من أفراد الجالية المغربية ، التي حجت من جميع أنحاء فرنسا لاستحضار أجواء الأسواق الشعبية المغربية، حيث تُعرض المنتجات التقليدية اليدوية، وتنبعث روائح “بولفاف” ،وتصدح نغمات الموسيقى التراثية.
وفي هذا السياق، أكدت فاتن، المؤثرة ومنظمة معرض “أسواق فاس”، في تصريح خصّت به موقع “سفيركم”، أن حبها الكبير للمغاربة كان الدافع الأساسي وراء تنظيم هذا المعرض التقليدي، الذي يكرس مظاهر “تمغربيت” الأصيلة، من خلال أجواء مغربية خالصة شملت الأكلات التقليدية كـ”بولفاف” وأطباق أخرى، فضلا عن العروض الموسيقية التراثية، مشيرة إلى أن هذه المكونات مجتمعة ساهمت في خلق إحساس بالتلاحم بين الزوار، وكأنهم في قلب سوق شعبي مغربي.
وأرجعت فاتن الإقبال الكبير على المعرض إلى “المصداقية” التي راكمتها لدى الزوار، من خلال حضورها المستمر إلى جانبهم في مختلف التظاهرات، مضيفة: “أصبحنا كعائلة واحدة، نتقاسم اللحظات السعيدة والمؤلمة معا، لنخفف من وطأة الغربة، لأننا في النهاية أمة واحدة، تجمعنا المحبة والصداقة”.
من جهته، قال صانع تقليدي مغربي إنه يشارك في معرض “أسواق فاس”، المنظم بمناسبة عيد الأضحى، بمجموعة من المنتجات التقليدية المصنوعة يدويا في مدينة فاس، من بينها التحف النحاسية، و”الصواني”، و”المباخر”، بالإضافة إلى العطور، والبخور، والزيوت التقليدية، مشيرا إلى أن جميع معروضاته أتت من باب مولاي إدريس، أحد الأحياء العتيقة للعاصمة العلمية.
وبدورها، قالت إحدى المشاركات في المعرض، في تصريح مماثل، إنها تعرض في هذه التظاهرة الثقافية، الرداء أو “الكيمونو” المغربي، المصنوع من أقمشة البروكار، والمصمم في المغرب، مؤكدة أنها تحرص بنفسها على اختيار الأقمشة من مدينة الدار البيضاء، ليقوم خيّاط مغربي بحياكتها، مضيفة أن والدتها تساعدها على انتقاء الأقمشة المناسبة، مشيدة بالإقبال الكبير الذي يعرفه المعرض حيث استقطب عددا من المغاربة من جميع أنحاء فرنسا.
ونوهت سيدة مغربية من زوار المعرض، بمبادرة تنظيم معرض “أسواق فاس”، قائلة: “لا نشعر بالغربة أبدا مع فاتن، ففي كل عيد أو مناسبة تحرص على تنظيم مثل هذه الفعاليات والمعارض التي تدخل السعادة على قلوبنا وتشعرنا وكأننا في بلدنا، وبحق ما تقدمه فخم وراقي”.
وأعربت زائرة أخرى، عن شعورها الكبير بالسعادة لحضور المعرض، معتبرة أن المغربية التي أشرفت على تنظيمه تحتل المرتبة الأولى على صعيد فرنسا من حيث تنظيم المناسبات، قائلة: “كل تظاهرة تنظمها فاتن، تعود بنا إلى الأجواء التي كنا نعيشها مع والدينا، والتي لم يعد الكثيرون يشعرون بها حتى في المغرب”.
ووجهت إحدى العارضات شكرها الكبير للقائمين على تنظيم معرض “أسواق فاس”، الذي يحتفي بالعادات والتقاليد المغربية الأصيلة، منوهة بأجوائه التي جاءت مماثلة للعيد بعيدا عن الغربة، مبرزة أن المعرض كان قبلة لأغلب النساء المغربيات المقيمات في فرنسا.