لم يكن زلزال الحوز الذي ضرب عدة مناطق بالمغرب، ليلة الجمعة، حدثا غير مسبوق بالنسبة للمملكة، إذ شهدت عبر تاريخها عشرات الزلازل، خلّف بعضها آلاف الضحايا والمصابين، إلى جانب الخسائر المادية الجسيمة، فيما لم تتسبب الهزات الأرضية الأخرى في أي خسائر أو إصابات.
فمنذ أمد طويل، والمغرب يشهد حركة نشيطة للزلازل خاصة في مدن الشمال، غير أن أخطر هذه الزلازل وأعنفها هو الذي ضرب مدينة أكادير، ليلة 29 من فبراير سنة 1960، والذي وافق الليلة الثانية من رمضان سنة 1379.
هذه الهزة الأرضية التي استغرقت ما بين 12 إلى 14 ثانية، فتكت بما يناهز ثلث سكان مدينة أكادير آنذاك، حيث لقي 15 ألف قتيل حتفهم، كما جُرح نحو 25 ألف آخرون، إلى جانب تشرد أزيد من 35 ألف بعد أن تحولت المدينة إلى ركام.
ونتيجة لهذه الهزة، انهارت المباني على سكانها، وتحولت لأكوام من الأنقاض، وتصاعد نتيجة ذلك غبار كثيف حجب الرؤيا، وتعطلت إمدادات مياه الشرب، إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي وخطوط الهواتف، ما جعل المدينة تفقد أي اتصال بالعالم الخارجي.
وبعد تسع سنوات على هذا الحدث، وتحديدا يوم 28 فبراير من 1969، ضرب زلزال آخر كل نقاط التراب المغربي نتيجة هزة كان مركزها مدينة لشبونة البرتغالية، بثت الرعب في نفوس المغاربة، وتسببت في مقتل 10 أشخاص وإصابة 200 آخرين.
وفي سنة 2004، هز زلزال عنيف مجددا مدينة الحسيمة في 24 من فبراير، وصلت درجة قوته إلى 6,3 درجات على مقياس ريختر، واستمر لمدة 22 ثانية، مخلِّفا 628 قتيلا، و926 جريحا، إضافة إلى تشريد أكثر من 51 ألف شخص، وانهيار نحو 9352 مبنى، يقع معظمها بمناطق قروية.
واهتزت الحسيمة عدة مرات بزلازل، كان أبرزها عامي 1910 و1927، فيما كانت آخر هزة شهدتها منطقة الريف، زوال الجمعة 20 ماي 2022، وصلت قوتها إلى 5,2 درجات على سلم ريختر، حسب مواقع الرصد العالمية، والتي تسببت في إصابة ساكنة أقاليم الحسيمة والدريوش والناظور ومليلية المحتلة بحالة ذعر، دون تسجيل أي خسائر مادية أو في الأرواح.
وحتى وإن تعوَّد المغرب على تسجيل هزات أرضية من فترة لأخرى، إلا أن الزلازل التي عرفتها المملكة خلال السنوات الماضية، كانت لا تزيد عن ثلاث أو أربع درجات على سلم ريختر، وتكون بؤرتها في عمق البحر ولا يشعر بها سوى سكان المدن الساحلية.
لكن زلزال الحوز، غير هذه العادة، حيث بلغت قوته 7 درجات على سلم ريختر، وشعر به معظم سكان المدن المغربية، إلى جانب بعض سكان غرب الجزائر،
وبحسب آخر حصيلة محينة، أعلنت عنها وزارة الداخلية، فقد بلغ عد ضحايا الهزة الأرضية، التي سجلت مساء الجمعة، وحدد مركزها بجماعة إيغيل بإقليم الحوز، إلى 2012 وفاة و2059 إصابة، من بينها 1404 إصابات خطيرة.
تعليقات( 0 )