كشفت صحيفة بريطانية، أن ألمانيا تسير على خطى المملكة المتحدة فيما يتعلق بقضية الهجرة، حيث تسعى إلى إحداث تغييرات في سياسة اللجوء إليها، بما فيها ذلك خططها لإرسال اللاجئين إلى بلدان أخرى من قبيل رواندا.
وأوردت الصحيفة، تصريح مسؤول عن الحزب اليميني المتطرف، الذي أكد على أن الأخير يفضل إرسال اللاجئين إلى بلدان أخرى من العالم الثالث، مثل رواندا لمعالجة طلبات اللجوء.
وقال ينس شبان، عضو في حزب الديمقراطيين المسيحي “CDU”، في نهاية الأسبوع الماضي، أن حزبه يؤيد نقل اللاجئين والمهاجرين المستقبلين إلى بلدان العالم الثالث، من قبيل غانا ورواندا في أفريقيا، أو إلى دول أوروبية غير الاتحاد الأوروبي، مثل مولدوفا وجورجيا.
وتابع نائب رئيس حزب الديموقراطيين المسيحي: “إذا فعلنا ذلك وأبقينا عليه بشكل مستمر لمدة أربعة، ستة، ثمانية أسابيع، سنرى أن أعداد المتقدمين بطلب اللجوء في ألمانيا ستنخفض بشكل كبير”.
من جهتها، أبرزت صحيفة “الغارديان”، أن هذه التصريحات تشير إلى أن سياسة الهجرة التي نهجتها المملكة المتحدة بخصوص إرسال المهاجرين إلى روندا، تحظى بتأييد دولي، خاصة بعد اقتراح رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، إرسال طالبي اللجوء إلى ألبانيا، وإعراب النمسا عن اهتمامها بهذا النهج.
وكان شبان قد دافع على وثيقة تشمل 70 صفحة، قدمها الحزب يوم الاثنين الماضي، وقال إنه إذا كان في التشكيلة الحكومية، سيقترح خفض عدد طالبي اللجوء القادمين إلى ألمانيا، ونقل من ولجوا الأراضي الألمانية منهم إلى “بلدان ثالثة آمنة” ستفي بشروط وأحكام اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين، حيث سيجري معالجة طلباتهم.
وفي حديثه لصحيفة “Neue Osnabrücker Zeitung”، قال شبان، إن “الخطة ستعمل كمحفز للاجئين الذين يختارون “طرقًا غير نظامية” من أجل اللجوء إلى ألمانيا، وتابع قائلا: “إذا كنا مستمرين في هذا الاتجاه.. فإن الكثير من المهاجرين لن يتحركوا صوب ألمانيا، إذا كان واضحا لهم أنهم سيجدون أنفسهم في غضون 48 ساعة في بلد ثالث آمن خارج الاتحاد الأوروبي”.
وأكدت الغارديان أن هذه الاقتراحات تعتبر جزء أساسيا من البرنامج الحزبي لليمين المتطرف، المعروف باسم “المبدأ الأساسي”، الذي يرمي في حالة فوزه بقيادة الحكومة، إلى التوصل إلى اتفاقات مع بلدان من العالم الثالث، يتعين بموجبها أن تلتزم قانونيا بتوفير الحماية للوافدين الجدد.
ويشمل هذا البرنامج أسماء عدد من بلدان العالم الثالث، من قبيل المغرب والسنغال وغيرهم.
وقال شبان: “رواندا أبدت استعدادها للقيام بذلك، وربما أيضا غانا، يجب أن نتحدث كذلك عن هذا مع دول شرق أوروبا، من قبيل جورجيا ومولدوفا”.
وأضاف قائلا: “إذا كنا نضمن أن للأشخاص المضطهدين مكان آمن حيث يُعتنى بهم جيدا ويمكنهم العيش بدون خوف، فإن أهداف اتفاقية جنيف ستكون قد تحققت”، مؤكدا على أن وزن ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي سيضمن أنها “ستكون قادرة على تأمين موافقة الأغلبية وبالتحالف مع الراغبين، سيكون أيضًا قابلًا للتنفيذ”.
وأكد شبان على أنه “بمجرد أن يفهم الناس هذه الرسالة، لن يقدموا على دفع الرشاوى للتاجرين، ولن يتجهوا إلى الطرق البحرية الخطيرة، ثم ستتوقف هذه الوفيات المروعة”، مشيرا إلى أنه إذا توصل حزبه لحل لقضية الهجرة فإنه “واثق جداً من أن الأحزاب المتطرفة ستفقد شعبيتها”.
وكان الناشطون والحقوقيون قد عبروا عن قلقهم حيال خطة ترحيل اللاجئين إلى بلدان العالم الثالث، حيث وجه مجلس الخبراء الألماني للاندماج والهجرة، طلبا إلى مؤيدي هذه السياسة من أجل تفسير كيفية تنفيذ هذه الخطة وفقا لمعايير اللجوء الأوروبية وحقوق الإنسان، خاصة وأنه إلى حدود الآن، لم تتمكن أي دولة من تنفيذ هذه الممارسة.
ويسعى الحزب المسيحي الديمقراطي إلى الابتعاد قدر الإمكان عن سياسة “الأبواب المفتوحة”، التي كانت قد نهجتها أنجيلا ميركل في ولايتها، والتي بسببها سجلت ألمانيا حوالي مليون لاجئ في عام 2015.
تعليقات( 0 )