يقال أن الحرفي يعمل بيديه، والمهني بعقله، والفنان بقلبه وعقله ويديه، مثال ينطبق على هذا الشاب العشريني، الذي اختار دربا ربما لا يلجه الكثيرون، سار فيه وهو يحمل حبا دفينا لمهنة تملكت كيانه، ففي كل مرة يُسند إليه دور معين لا بد أن يرتدي عبائتها، لينقل إلى المشاهد تفاصيلها، دواخلها وأحاسيسها، ولم يكن يعلم أنس الحمدوشي أن الفن لن يتنكر لصنيعه، بل سيكافئ عمله وصدقه ويجود عليه من أدواره الأولى بشهرة ونجاح كبيرين.
ولأن روحه الشابة لا تكتفي فقط بما لديه، بل تواقة دائما للمزيد، ومحبة للمعرفة ولاكتشاف الجديد، لم يقتصر أنس على أدواره في المسلسلات، بل ولج تجارب أخرى، ومنها إلى عالم التمثيل في الفيديو كليب، وها هو اليوم يكتب فصلا جديدا من محطات مسيرته الفنية، إذ يحضر لعرض فيلمه الجديد “برو” للمخرج منصور الملالي.
وبما أنه لا يقبل بأي دور كان، بل ينتقي جيدا التجارب التي ترسم معالم مساره، أكد أنس الحمدوشي في حوار أجراه معه موقع “سفيركم”، أن الدور الذي يجسده في فيلم “برو/ الأخ” هو “اسماعيل”، وهو شاب محب للحياة يعشق الغناء، لكنه غير راض أبدا عن الغناء في الحانة، بل يريد أن يصنع لنفسه مكانا بين المغنيين الكبار.
وتابع أنس الحمدوشي أن “الفيلم يروي قصة هذا الشاب ورحلته نحو تحقيق هدفه، ومحاولته إسعاد أسرته الصغيرة المكونة من والدته وأخيه، عبر افتتاح مطعم للوجبات الخفيفة، يحاول أن يجعله مصدرا ثاني للرزق، لكن ظروف الحياة تحمل له المفاجأة”.
وحين سُئِلَ عن ظروف تصوير هذا العمل الجديد، أوضح أنس أنها مرت في جو جميل، لا سيما وأنه على معرفة مسبقة بطاقم العمل وتقنييه، لافتا إلى أن هذه المرة الأولى التي يشتغل فيها إلى جانب المخرج منصور الملالي، ومشيدا في ذات الوقت بمهنيته وأخلاقه، قائلا: “أحببت اشتغالي لأول مرة مع منصور، شاب يحب عمله ويحلم بتغيير واقع السينما في المغرب، أما نجوى المفتي-التي تجسد دور حبيبته في الفيلم- فسبق واشتغلت معها، وعموما كان الطاقم جيد والتجربة مميزة”.
وختم أنس حديثه بالقول إن الفيلم يوجه رسالة للمتفرج بأن الحياة يمكن أن تصبح قاسية، لكن رغم الظروف يجب التشبث بالحلم والأهداف المراد تحقيقها، لافتا إلى أنه في طور تصوير مسلسل “أنا وياك” للمخرج مراد الخودي.