بقلم: أنوار قورية*
أيها الشباب المغربي الواعي، الطموح، الحالم بمغرب الغد.. لم تعد القاعة فارغة، ولم يعد الصوت خافتا، لقد فُتحت الأبواب على مصراعيها، وها هي المملمة المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده تضع بين أيديكم مفاتيح التغيير على طبق من ذهب، فهل ستنجحون في التجاوب؟ في مشهد تاريخي، خرج المجلس الوزاري برئاسة الملك محمد السادس ليعلن عن خطة طموحة تعيد رسم خريطة المشاركة السياسية في البلاد، مكرسا ثقته الكاملة في طاقاتكم وقدراتكم، معترفا بأنكم لا تمثلون مستقبل هذا الوطن فحسب، بل حاضرهُ النابض.
لقد تجاوزت الرؤية الملكية الحكيمة والمتبصرة مرحلة الخطاب والخطوط العريضة والإشارات السامية إلى مرحلة التطبيق العملي والتتبع الدقيق، من خلال إجراءات غير مسبوقة تتمثل في كسر حواجز الترشح، حيث تم تبسيط شروط الترشح للشباب دون 35 سنة، سواء في إطار حزبي أو مستقل، لأن الوطن لا يعترف بالوساطات، بل بالمواهب والإرادات، كما تتمثل في توفير دعم مالي غير مسبوق عبر تحفيز يغطي 75% من مصاريف الحملات الانتخابية، ليزاح عبء التمويل من على أكتافكم، ويترك المجال للفكرة والبرنامج والكفاءة، وللإشارة فإن هذين الإجراءين لا يمكن اعتبارهما مجرد تمكين شكلي، بل هو تأسيس لجيل جديد من القيادات المسؤولة والمواطنة، قادرة على حمل الراية وقيادة دفة التنمية الترابية الى بر الأمان واتخاذ القرارات المناسبة في الزمن الواقعي، وهنا السؤال المصيري الذي ينتظر إجابتكم، بعد كل هذه التدابير الجريئة، بعد أن سُهلت ويسرت لكم السبل، ودعمتم ماديا ومعنويا، هل أنتم مستعدون لتحمل مسؤوليتكم؟ هل أنتم مستعدون لترك مقاعد المتفرجين، والانخراط الفعلي في المعترك السياسي لصناعة مستقبل المملكة المغربية؟
الفرصة لم تعد فرصة، بل أصبحت مسؤولية، الوطن لا يطلب منكم الصعود إلى القمر، بل يطلب منكم حبه والعمل من أجله، إنها لحظة الحقيقة، لحظة تحولكم من قوة اجتماعية صاعدة إلى فاعل سياسي رئيسي…
لم يعد هناك مجال للتردد أو الانتظار، التاريخ يدعوكم اليوم لتسجلوا أسماءكم في سجل البناة، فلتكن إجابتكم بقرار المشاركة، والترشح، والإيمان بأن مستقبل المغرب بين أيد أمينة، أيديكم أنتم…. لحظة الحسم قد حانت فلا تتركوا الفرصة تفوت.
*دكتور في الاعلام والسياسات الدولية