اختارت المحامية المتمرنة بهيئة الرباط، والفاعلة الحقوقية سارة سوجار أن تهدي نيلها لشهادة الدكتوراه في القانون العام لمعتقلي حراك الريف والمعتقلة سعيد العلمي التي تترافع في ملفها.
ونالت سوجار شهاد الدكتوراه بميزة “مشرف جدا مع تهنئة اللجنة”، من كلية العلوم القانونية والسياسية بالمحمدية، أول يوم أمس الثلاثاء 16 دجنبر 2025، عن أطروحتها المعنونة بـ”على حدود أوروبا: الهجرة، الأمن، والواقع المشترك بين الاتحاد الأوروبي والمغرب”.
وخلصت الباحثة في أطروحتها، إلى أن الهجرة لم تعد تختزل في تدبير تدفقات بشرية، بل أصبحت واقعا جيوسياسيا يتحكم في العلاقات الدولية المعاصرة، ويكشف اختلالات القوة في السياقات ما بعد “الكولونيالية”.
ودعت سوجار إلى ضرورة تجاوز مقاربة “الأمننة” الصرفة، التي أبانت عن محدوديتها، والدفع نحو نموذج بديل يقوم على المسؤولية المشتركة والعدالة الهجرية، بما يضمن كرامة الإنسان باعتبارها قيمة تعلو على كل اعتبار أمني، مع التخلي عن المنطق التقنوقراطي والاعتراف بالهجرة كحق وحقيقة إنسانية ضاربة في التاريخ.
واعتمدت الأطروحة منهجية مركبة تمزج بين التحليل القانوني والبحث الميداني، مستفيدة من تجربة الباحثة في الاشتغال المباشر على قضايا المهاجرين، ما مكنها من تجاوز الطرح النظري إلى مقاربة الواقع المعاش، خاصة داخل المناطق الحدودية ومراكز الاستقبال، مقدمة شهادة علمية حية على التحولات السوسيولوجية المرتبطة بظاهرة الهجرة.
وأوردت المحامية المتمرنة بهيئة الرباط في تدوينة لها، أن مسار اشتغالها على موضوع الدكتوراه كان حافلا بالتحديات، غنيا بالتجربة، وعميق الأثر في نفسها، موجهة عبارات الشكر والامتنان إلى أستاذها المشرف الدكتور المهدي منشد على تأطيره الأكاديمي الرصين، ومرافقته الداعمة، وعلى ما أبداه من صبر وثقة.
وأكدت أنها تخصص إهداء خاصا لكل معتقلي ومعتقلات الرأي والسياسة، وعلى رأسهم معتقلو حراك الريف، وكذلك للمعتقلة سعيدة العلمي، مشيرة إلى أنه أول ملف تتولاه في مسارها المهني كمحامية متمرنة .

