شهد المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا في مدينة سوتشي الروسية غياب جبهة “البوليساريو”، وهو ما اعتبره المراقبون ضربة قوية للجبهة ولحليفتها الجزائر.
ويأتي هذا الغياب بسبب الشرط الروسي في عقد المؤتمر مع قارة إفريقيا، حيث تشترط مشاركة الدولة الأعضاء في الأمم المتحدة، وبالنظر إلى أن البوليساريو ليست عضوا في الأمم المتحدة، بالرغم من أنها تمتلك عضوية في الاتحاد الإفريقي، فإن موسكو ترفض مشاركتها.
ويُعد هذا الإخفاق بمثابة خطوة جديدة في مسار التراجع الدبلوماسي لجبهة “البوليساريو”، التي كانت تُمني النفس باستغلال المؤتمر لتعزيز حضورها الدولي، وهو نفس الإخفاق للجزائر، الداعمة الرئيسية للجبهة، التي فشلت في إقناع موسكو بالسماح بمشاركة “البوليساريو”.
وفي كلمته خلال المؤتمر، شدد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، على أهمية احترام سيادة ووحدة الدول الإفريقية، مؤكدا أن “إفريقيا قادرة على حل مشاكلها بنفسها ولا تحتاج إلى تدخلات خارجية”، مضيفا أن “احترام قواعد حسن الجوار هو شرط أساسي لتحقيق السلام والرخاء في القارة”.
وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية مع إفريقيا، حدد بوريطة ثلاثة مبادئ أساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية في القارة: أولا، ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها. ثانيا، التأكيد على أن الشركاء الدوليين يجب أن يتجنبوا منطق الأبوية والوصاية، إذ أن إفريقيا قادرة على مواجهة تحدياتها بنفسها. وأخيرا، استنكر أي محاولات من بعض الدول الإفريقية لفرض قيادة مزعومة للقارة دون أي شرعية، محذرًا من أن ذلك لا يخدم مصالح الشعوب الإفريقية.
وتمضنت كملة بوريطة إشارات إلى الجزائر التي تُحاول زعزعة وحدة قارة إفريقيا بدعمها كيانات انفصالية لا تمتلك أي عضوية في الأمم المتحدة، ولا تتوفر على أدنى مقومات الدولة.
تعليقات( 0 )