تلقت الجزائر اليوم الأربعاء ضربة موجعة لسمعتها “القارية”، بعدما فشلت في الحصول على التأييد الكافي لتولي مقعد في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وتعويض المغرب الذي تنتهي ولايته في فبراير الجاري بعد 3 سنوات من توليه هذا المنصب.
وحاولت الجزائر أن تستفيد من مبدأ التناوب بين الدول المنتمية إلى نفس المنطقة للحصول على المقعد الذي يشغله المغرب، إلا أنها فشلت في الحصول على التأييد الكافي من الأصوات في الانتخابات التي جرت اليوم ضمن الدورة العادية الـ46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي.
ويفرض هذا الفشل إعادة الانتخابات في وقت قريب من أجل معرفة الدولة التي ستخلف المغرب في المنصب الشاغر، علما أن الانتخابات تتم بشكل سري، وبالتالي لا يُعرف الدول التي رفضت منح الجزائر صوتها لتولي المنصب بعد المغرب.
ويُشكل هذا الاخفاق تأكيد جديدا على تراجع تأثير الجزائر في القارة الإفريقية، بالرغم من أنها قامت بمجهودات دبلوماسية واسعة داخل كواليس الاتحاد الافريقي من أجل كسب التأييد، إلا أن النتيجة كانت غير توقعات وآمال الجزائر.
ويرى الكثير من المهتمين بالشؤون الإفريقية، أن هذا الإخفاق الجديد للجزائر على المستوى القاري، يرجع إلى الخلافات والنزاعات الكثيرة التي دخلت فيها مع عدد من الدول الإفريقية، مثل مالي، وخلافها الدائم مع المغرب بسبب قضية الصحراء.
كما يُثبت هذا الإخفاق لأصحار القرار في الجزائر، بأن الادعاء بأن الجزائر قوة إقليمية وتحظى بسمعة كبيرة على المستوى القاري، مجرد شعارات وادعاءات تصدم بواقع مختلف، يتجلى في رفض بلدان إفريقيا في تأييدها في الحصول على مقعد في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي.
جدير بالذكر أن هذا المجلس يُعتبر هيئة تُعنى بالوقاية من النزاعات وإدارتها على مستوى القارة، وقد شغل المغرب مقعدا بها في السنوات الثلاث الأخيرة.