إدانة دولية لجريمة إسرائيل الجديدة ضد الإنسانية ومطالب بالتحقيق

استنكر المجتمع الدولي الجرائم البشعة التي تقترفها إسرائيل في حق المدنيين الفلسطينيين، والتي كان آخرها استهداف مدرسة كانت تأوي مواطني قطاع غزة، ما أسفر عن وفاة أزيد من تسعين قتيلا، مطالبين بفتح تحقيق في الأمر.

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم السبت، أن الغارة الإسرائيلية على المدرسة الفلسطينية أسفرت عن مقتل حوالي 93 شخصا، التي كان قد لجأ إليها حوالي 250 نازحا خصوصا من النساء والأطفال، إذ تعتبر هذه الضربة الأكثر حصدا للأرواح منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وفي هذا الصدد، أكدت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة في الأراضي الفلسطينية، أن إسرائيل اقترفت “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين، عقب قصفها لمدرسة في غزة ما أسفر عن وفاة 93 قتيلا، حيث كتبت في تدوينتها على منصة إكس “إسرائيل مستمرة في ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، فمن حي إلى الآخر، ومن مستشفى إلى الآخر، ومن مدرسة إلى الأخرى، ومخيم تلو الآخر ومنطقة آمنة تلو الأخرى، مستخدمة في ذلك أسلحة أميركية وأوروبية”.

وأضافت فرانشيسكا “فليسامحنا الفلسطينيون على العجز الدولي عن حمايتهم وضملن احترام المعنى الأساسي للقانون الدولي”.

ومن جانبه، وصف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم السبت، الغارة التي شنتها إسرائيل على المدرسة التي كانت تأوي نازحين من غزة بـ “المروعة”، حيث أوضح في تدوينة نشرها على موقع إكس أن “الصور القادمة من مدرسة تؤوي نازحين في غزة تعرضت لغارة إسرائيلية مروعة، مع ورود أنباء عن سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين. تم استهداف ما لا يقل عن 10 مدارس في الأسابيع الأخيرة. لا يوجد ما يبرر هذه المجازر”.

بدوره أبدى البيت الأبيض، اليوم السبت، “قلقه العميق” من استهداف إسرائيل لمدرسة في غزة، ما أدى إلى مقتل أزيد من تسعين شخصا، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، شون سافيت، في بيان “نعرب عن قلق عميق من تقارير عن مقتل مدنيين في غزة. وطلبت الولايات المتحدة الحصول على المزيد من التفاصيل”، مؤكدا على أن هذا القصف الذي أثار تنديدا دوليا “يؤكد الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار وصفقة الإفراج عن الرهائن، وهي أمور ما زلنا مستمرين في العمل بلا كلل لإنجازها”.

وإلى جانب كل من بوريل وألبانيز وسافيت، نددت مجموعة من الدول بالقصف الذي شنته إسرائيل على المدرسة الفلسطينية، وفي مقدمتها تركيا التي قالت في بيان صادر عن وزارة الخارجية: “ارتكبت إسرائيل جريمة جديدة ضد الإنسانية عبر ذبح أكثر من مئة مدني لجأوا إلى إحدى المدارس” مستنكرة ميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى “تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار”.

أما قطر فقد طالبت بإجراء “تحقيق دولي عاجل”، واصفة ما حدث في المدرسة بـ”المجزرة المروعة والجريمة الوحشية”، حيث قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها إن الدوحة التي تلعب دور الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، قد طالبت “بإجراء تحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين”.

وتابعت الوزارة أنها تدين “بأشد العبارات قصف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين”، مضيفة أنها “مجزرة مروعة وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل وتعد سافر على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي”، داعية المجتمع الدولي إلى “توفير الحماية الكاملة للنازحين، ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من القطاع، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية”.

وبالنسبة للمملكة العربية السعودية فقد استنكرت بدورها المجازر الجماعية التي تقترفها إسرائيل، على خلفية الهجوم على المدرسة، حيث شددت الخارجية السعودية في بيان لها على “ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”، منتقدة “تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات”.

وذكرت منظمة التعاون الإسلامي في بيان لها، أن استهداف المدرسة هو “امتداد للمجازر الوحشية وجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي… في انتهاك صارخ للقانون الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي”، مطالبة المجتمع الدولي بإجبار اسرائيل على الالتزام باحترام القانون الدولي، وفرض وقف إطلاق النار الشامل في القطاع.

ونددت الأردن كذلك، بالقصف الإسرائيلي على المدرسة، مشيرة إلى أن إسرائيل تحاول بذلك عرقلة وإفشال مباحثات الهدنة المزمع تنظيمها في الأسبوع المقبل، حيث قالت وزارة الخارجية في بيان لها إن ما قامت به إسرائيل هو “خرق فاضح لقواعد القانون الدولي، واستهداف ممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين”.

وأورد البيان تصريح الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة الذي قال فيه إن “هذا الاستهداف الذي يأتي في وقت يسعى فيه الوسطاء إلى استئناف المفاوضات على صفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، مؤشر على سعي الحكومة الإسرائيلية لعرقلة هذه الجهود وإفشالها”، لافتا إلى “ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وخاصة مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة للقانون الدولي، ومحاسبة المسؤولين عنها”.

وتجدر الإشارة إلى أن حرب غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر، قد أسفرت عن وفاة أزيد من 40 ألف قتيل في القطاع المحاصر، كما أجبرت ما مجموعه 2,4 مليون نسمة للنزوح خارج القطاع.

مقالات ذات صلة

طلبة

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب يحشد لدعم “قضية جودة التعليم الطبي”

الشاب خالد وناس الغيوان يطربون جمهور البيضاء وباطما: جيت نساند الأب ديالي

فرنسا تعتزم مجددا تشديد منح تأشيرة شنغن لمواطني الدول المغاربية

في ضربة هي الأعنف على لـبنان.. إسـ.رائيل تستهدف خليفة حسـن نصـ،ر الله

لقاء يجمع يهودا ومغاربة في هولندا لتعزيز قيم التعايش

وزارة الأوقاف: فاتح شهر ربيع الآخر يوم السبت المقبل

بيانات أوروبية تؤشر على انخفاض ملحوظ في ترحيل المهاجرين المغاربة غير النظاميين

بيانات أوروبية تؤشر على انخفاض ملحوظ في ترحيل المهاجرين المغاربة غير النظاميين

من بينها إسبانيا.. دول تغري المستثمرين والمتقاعدين للإقامة فيها وتمنحهم حوافز مالية

إســرا.ئيل تكشف عن حصيلة قتلا-ها في جنوب لبنان

تعليقات( 0 )