تجاهلت إسبانيا الدعوات التي أطلقتها جبهة البوليساريو الانفصالية، في الأيام الأخيرة، تزامنا مع ذكرى مرور 3 سنوات على إعلان مدريد دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، حيث كررت البوليساريو دعواتها لإسبانيا بالتراجع عن ذلك الموقف.
وجاءت دعوات البوليساريو عن طريق ما تسميه بـ”ممثلها في إسبانيا”، عبد الله العربي، الذي طالب رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بالتراجع عن موقف دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، مشيرا إلى أن إسبانيا لا زالت تتحمل المسؤولية في قضية الصحراء باعتبارها القوة المستعمرة للمنطقة سابقا.
وحسب ما نقلته الصحافة الإسبانية، فإن مدريد تجاهلت تماما هذه الدعوات، مما يشير إلى أن إسبانيا تتشبث بموقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، وبالتالي يُستبعد بشكل كبير أن تتراجع عنه، خاصة في ظل العلاقات الجيدة التي تجمع بين الرباط ومدريد حاليا.
وبالرغم من أن الجزائر حاولت في الشهور الأخيرة، للترويج بأن إسبانيا تراجعت عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، إلا أن خرجات البوليساريو الأخيرة، تؤكد بأن مدريد لم تتراجع عن موقفها ولازالت متشبثة به.
ويُعتبر إعلان مدريد دعمها لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء باعتباره “حلا واقعيا وذا مصداقية”، في مارس 2022، واحدا من أهم الاختراقات الدبلوماسية التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة في ملف الصحراء، على اعتبار وزن إسبانيا في هذا الملف.
وازداد موقف المغرب قوة، بعدما انضمت فرنسا في يوليوز الماضي إلى صف الدول المدعمة للمغرب في قضية الصحراء، حيث أعلنت عن موقف واضح وصريح، بأن “حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان تحت السيادة المغربية”، وفق ما أكده ماكرون وعدد من المسؤولين الفرنسيين مؤخرا.
وتتزامن هذه الأيام مع مرور ثلاث سنوات على إعلان مدريد دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، وتشير كل المعطيات على أن إسبانيا ستستمر في هذا الموقف، بالنظر إلى المصالح المشتركة بين البلدين، وبالخصوص اتفاقهما على عدم اتخاذ أي قرار أو موقف أحادي الجانب يسبب ضررا للطرف الآخر، وذلك خلال الاجتماع رفيع المستوى الأخير.