رفضت إسبانيا قبول طلبات اللجوء التي تقدم بها أكثر من 30 شخصا يعتصمون حاليا في مطار مدريد “باراخاس”، يدّعون بأن عودتهم إلى المغرب فيها تهديد لهم، بسبب مواقفهم التي يساندون من خلالها جبهة البوليساريو الانفصالية.
ووفقا لما ذكرته الصحافة الإسبانية يومه الإثنين، فإن وزارة الداخلية، رفضت قبول طلباتهم، كما رفضت لقاء هؤلاء الأشخاص الذين قدموا من مدن الأقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية، ببعض السياسيين الإسبان المنتمين لليسار، في موقف جديد يؤكد تشبث مدريد بنهجها السياسي الجديد الداعم للمغرب في قضية الصحراء.
وقالت المصادر الإعلامية الإسبانية، إن مدريد تعتزم ترحيل هؤلاء الأشخاص إلى المغرب، نظرا لكونهم يحملون جوازات سفر وبطائق هوية مغربية، مشيرة إلى أن الحكومة ترفض الرضوخ لبعض الضغوطات السياسية والحقوقية الإسبانية، وتؤكد على أنه لا يوجد أي خطر يهدد هؤلاء في حالة عودتهم إلى بلدهم الأصلي.
وتتماشى توجيهات الحكومة الإسبانية، مع ما سبق أن أكدته العديد من الفعاليات السياسية والجمعوية المغربية في الصحراء، على أن السلطات المغربية لا تُشكل أي تهديد للأشخاص الذين يُعلنون عن مواقف سياسية معارضة، ويوجد العديد من المواطنين من الأقاليم الصحراوية يتنقلون بين مدن العالم، ثم يعودون إلى مدنهم في الصحراء دون أي تضييق.
ويرى كثير من المتتبعين للقضايا المرتبطة بنزاع الصحراء، أن كثير من الأشخاص يستغلون هذه القضايا من أجل الحصول على اللجوء، عن طريق الادعاء بأنهم مهددين بسبب مواقفهم السياسية، في حين هم تمكنوا من الخروج من المغرب دون أن تعترضهم السلطات المغربية أو أن تحرمهم من حقهم في التنقل.
جدير بالذكر أن إسبانيا أعلنت في مارس 2022 عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، وهو موقف أثار غضب جبهة البوليساريو بشكل كبير، ولا سيما أن هذه الجبهة كانت تعتمد على تواجد العديد من أتباعها ومنظماتها في إسبانيا، للدفاع عن أطروحة الانفصال، وهو التواجد الذي بدأ يتضاءل تدريجيا بسبب السياسة الجديدة لإسبانيا بعد إعلان موقفها المساند للمغرب.
تعليقات( 0 )