كشفت وسائل إعلام إسبانية أن الحكومة قد وافقت يوم أمس الثلاثاء، بالتعاون مع كل من جزر الكناري ومدينتي سبتة و مليلية المحتلتين، على صندوق بقيمة 15 مليون يورو، موزعة على 6 ملايين لجزر الكناري و4.5 مليون لكل من سبتة ومليلية، من أجل رعاية القاصرين المهاجرين، رافضة توزيعهم على جميع أنحاء إسبانيا.
وجاء في تقرير نشره موقع “El Faro Ceuta” أن المصادقة على هذا الصندوق جاءت خلال الاجتماع المنعقد يوم أمس، والذي تم فيه تأجيل تخصيص الـ20 مليون يورو الأخرى التي كان من المفترض توزيعها على جميع الأقاليم الإسبانية من أجل نقل المهاجرين القاصرين المغاربة غير المرفوقين بذويهم، وذلك بعدما عملت بعض الأقاليم على “حجب” القرار.
وواصل الموقع أن وزير الرئاسة والحكامة، ألبرتو غايتان، الذي كان حاضرا في أشغال الاجتماع، وصف القرار النهائي بأنه “مخيب للآمال وسلبي لسبتة، بعد أن رفضت غالبية الأقاليم مقترح توزيع القاصرين غير المصحوبين بذويهم على جميع أنحاء إسبانيا، على الرغم من حالة الطوارئ المتعلقة بالهجرة التي تعيشها المدينة منذ بداية العام”.
وذكر التقرير أن غايتان تدخل في الاجتماع أربع مرات، مذكراً بضرورة التوصل إلى حل فوري وعاجل للوضع المؤقت في مراكز الاستقبال بسبتة، مبرزا أن الضغط الذي تفرضه الهجرة قد ارتفع بشكل ملحوظ، حيث تؤكد البيانات أن عدد الوافدين زاد بنسبة 333% مقارنة بعام 2023، وفي عام 2024 تم تجاوز نسبة الإشغال بنسبة 34% مقارنة بالعام السابق.
من جانبها، صرحت وزيرة الشباب والطفولة، سيرا ريغو، لوسائل إعلام إسبانية، قائلة: “من المدهش أننا لم نتمكن من الموافقة على الـ20 مليون يورو الأخرى التي كانت مخصصة، باتفاق تام مع الأقاليم المعنية، لتوزيع الأطفال في جميع أنحاء الإقليم”.
وأشارت الوزيرة إلى أن الحكومة كانت قد اقترحت نقل 347 طفلا إلى أنحاء مختلفة من إسبانيا، بالإضافة إلى أن 53 طفلاً آخرين سيبقون في مدن سبتة، مليلية، وجزر الكناري، لكن هذا القرار “تم تعطيله” من قبل “بعض أقاليم الحزب الشعبي”.
وذكر الموقع أن سلطات مدينة سبتة المحتلة كانت قد طلبت من الدولة الإسبانية، في فبراير الماضي، تفعيل خطة الاستجابة للطوارئ المتعلقة بالهجرة، نظراً للعدد الكبير من القاصرين الذين يتوافدون بشكل مستمر على المدينة، مشير إلى أن هذه الخطة تعتمد على نموذج إدارة الأزمات، الذي تمت المصادقة عليه في عام 2022، والذي يحدد معايير التوزيع الإقليمي للقاصرين المهاجرين في الأقاليم سالفة الذكر.
وخلص التقرير إلى الإشارة إلى أنه تمت الموافقة في الاجتماع، الذي ترأسته الوزيرة سيرا ريغو، وأمين الدولة لشؤون الطفولة والشباب روبين بيريز، على الميزانية المخصصة لسنة 2024، للعناية بالقاصرين المهاجرين غير المصحوبين بذويهم، حيث خصصت لسبتة ومليلية وجزر الكناري، ميزانية تبلغ قيمتها 15 مليون يورو من أصل 35 مليون يورو التي كان من المزمع تخصيصها في البداية، كما وعدت الوزيرة بعقد اجتماع قطاعي جديد وبشكل عاجل لمناقشة حيثيات عمليات النقل.
تعليقات( 0 )